Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/11/2006G Issue 12462مقـالاتالسبت 20 شوال 1427 هـ  11 نوفمبر2006 م   العدد  12462
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

استراحة

الثقافية

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

صدى العلوم

تغطية خاصة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

الطبية

تحقيقات

مدارات شعبية

زمان الجزيرة

الأخيــرة

الدولة الأمريكية.. علمانية (أم) عقائدية!!
ندى الفايز

في كتاب جديد صدر له مؤخراً ذكر المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر أن إشارات الرئيس الأميركي جورج بوش المتكررة إلى الرب في الاجتماعات الرسمية قبل حرب العراق جعلته يتخوف من قرارات الرئيس الأمريكي السياسية، ويكمل شرودر القول: بأنه يتفهم أن هناك شخصاً ورعاً يسعى للتقرب إلى الله من خلال الصلاة، لكن المشكلة في ذلك تبدأ عندما يبرز الشخص انطباعه بأن القرارات السياسية هي نتيجة الحوار مع الرب، ولا يمكن تعديلها أو التفاوض بشأنها، كما يؤمن الرئيس جورج بوش، ويضيف شرودر أن الشخص الذي يسعى إلى إضفاء الشرعية الدينية على القرارات السياسية بطريقة بوش (لا) يمكنه ببساطة أن يسمح بتغيير تلك القرارات من خلال النقد أو تبادل الأفكار لأنك إن فعلت ذلك سوف تكون من وجهة نظره تخالف تعاليم الله.
وبالطبع فإن هذا الكلام يمثل وجهة نظر المستشار الألماني كما تناولها كتابه الذي يتصدر الكتاب الأكثر مبيعاً بالأسواق العالمية، وتم نقل جزء منه بتصرف كمقدمة لهذا المقال الذي بين أيديكم، الذي سيركز على عرض تداعيات حدة الجدل تلك التي ارتفعت في المجتمع الأمريكي قبل الدولي منذ فترة ليست بالقصيرة، وذلك بدون أي تدخل بالتعليق أو حتى التحليل لأن الهدف من المقال يتمحور حول سرد حيثيات تلك الجدلية واللغط الكبيرالذي يشهده المجتمع الأمريكي بكافة أطيافه السياسية والاقتصادية والثقافية، وليس مبالغاً القول حين أشير إلى أن حدة تلك الجدلية بدأت تطفو (لا) تخبو خاصة وأن المواطن الأميركي البسيط يريد معها معرفة حقيقة هوية الدولة التي ينتمي إليها هل تحولت دون أن يدري إلى عقائدية تتبع التيار المسيحي، وأيهما بالضبط التيار المتسامح هل هو الذي ينشر السلام أم المتشدد الذي يعيد للأذهان محاكم التفتيش والحروب الصليبية، أم أنها ما زالت تلك الدولة العلمانية التي تفصل الدين عن الدولة تماماً، وذلك استناداً إلى أن الدستور الأمريكي يعد وثيقة علمانية (لا) تحتوي على أي ذكر لكلمة الرب أو المسيحية وحتى ان الاشارة إلى كلمة دين في الدستور التي استخدمت في الفقرة السادسة من الدستور يهدف أن تنص: على انه ليس من الوارد إجراء اختبار أو قسم ديني لأي شخص يرغب في شغل أي وظيفة حكومية إضافة إلى أن الدستور ينص كذلك على منع قيام الكونغرس بشكل مطلق على تشريع قانون قائم على منظور ديني أياً كانت الأحوال هذا، وغير خاف كذلك أنه بالمحاكم القضائية الامريكية لا يؤدي المتهم أو الشاهد أو غيرهم أي قسم ديني أو عقائدي باعتبار أن الولايات الأميركية المتحدة دولة علمانية تفصل تماماً الدين عن الدولة، وتلغي دور الكنيسة بشكل مطلق، وعليه كانت وما زالت تصريحات الرئيس جورج بوش منذ توليه للرئاسة الأمريكية وزعمه ان الرب دعاه إلى ترشيح نفسه بالانتخابات مثاراً للجدل، كما هي تصريحاته الذي يزعم أنه يقوم بمحاربة قوى الشر كبداية لحرب صليبية ومروراً كذلك بتصريحات اللقاء الذي جمعه في البيت الأبيض مع كتاب وصحفيين لامعين الذي صدم العالم الغربي عندما زعم أن الولايات المتحدة تشهد صحوة دينية وسوف تلغي المناخ الثقافي العلماني الذي كان سائداً في الخمسينيات والستينيات الأمر الذي دفع صحيفة مثل (كوربير انترناسيونال) الفرنسية أن تفرد تقريراً مطولاً وتعلق على تصريحات الرئيس الأمريكي بأنها توحي بالقول: إن (أمريكا عادت لى ربها فجأة)!
وتعد جريدة الغارديان البريطانية من أوائل الصحف التي تناولت الموضوع حيث نشرت العام المنصرف موضوعاً تحت عنوان عريض جاء فيه أن الرئيس الأمريكي بوش يقول: إن الرب قال له أن ينهي الطغيان في العراق، وأضافت الغارديان في عنوان ثانوي: إن بوش قال كذلك لفلسطينيين بنفس الوقت إن الرب كلمه عن إقامة السلام في الشرق الأوسط!!
وما يزال ماثلاً في الأذهان تصريح نبيل شعث وقتها في برنامج بقناة بي. بي. سي. الفضائية البريطانية ويوجد نصه على الموقع الالكتروني يوضح أن الرئيس بوش قال بالنص للوفد الفلسطيني عند لقائهم معه: انه يقود المهمة الالهية وأن الرب قد قال له: جورج اذهب وحارب هؤلاء الارهابيين في افغانستان.. وفعل ذلك ثم قال الرب له: جورج اذهب وتخلص من الطغيان في العراق.. وفعل ذلك.
وأضاف شعث أن الرئيس الأمريكي أخبره أنه يشعر في المرة القادمة أن كلمات الله ستصل وتقول له جورج: اذهب لتأتي للفلسطينيين بدولتهم والأمن للاسرائيليين حتى يعم السلام في الشرق الأوسط.. وعندها سيفعل ذلك الرئيس بوش كما قال لهم بعد الاستعانة بالرب مثل المرات السابقة.
أضاف شعث أن الرئيس الفسلطيني محمود عباس في ذات البرنامج بمحطة ال بي بي سي البريطانية أوضح أنه كان حاضراً نفس الاجتماع مع الرئيس الأمريكي بوش الذي قال له: إن لديه التزامات أخلاقية ودينية، ولذلك سوف يأتي بدولة فلسطينية للفلسطينيين!!
تصريحات بوش منذ تلك الفترة زادت من حدة وتيرة الجدل حتى ظهرت الصدمة على الشعب الأمريكي خاصة الذين يعتقدون بشكل راسخ أن بلادهم ما زالت دولة علمانية (لا) ينبغي لها إطلاقاً أن يصدر رئيسها هذا النوع من التصريحات بجانب أنه ليس من رجال الكنيسة (القساوسة والرهبان) حتى يمكن له إصدار تلك التفوهات خاصة مع فصل الكنيسة عن الدولة منذ القدم الأمر الذي يظهر الرئيس بوش حسب رأي الشعب الأمريكي بصورة مغيبة عن الوضع الرسمي للدولة حتى إن برامج المحطات الفضائية أخذت بالسخرية من تصريحات رئيسها.. والسؤال عن أي دولة وأي ولايات امريكية يتحدث الرئيس بوش خاصة وأن الدستور الامريكي لم يطرأ عليه أي تغيير قيد أنملة وعليه باتت أطياف المجتمع الامريكي تسأل عن دستورية حديث رئيسها وعن أي امريكا يتحدث بالضبط!!
ومع الإحصائيات التي تؤكد وجود ملايين المسيحيين من فئات انجيلي أصولي بداخل الولايات المتحدة يؤمنون بضرورة قيام دولة اسرائيل الكبرى حتى يتمكن على حد زعمهم المسيح من الظهور هناك بالمقابل قوى مضادة ترى ضرورة تطبيق الدستور الأمريكي وفصل المزاعم الدينية اليهودية والمسيحية عن السياسة الأمريكية حتى مع حقيقة كون بعض من المسيحيين الاصوليين يتقلدون مناصب قيادية بالبيت الابيض والكونجرس وكذلك بالبنتاجون (وزارة الدفاع الامريكية) ويعد الكثير منهم من قوى الضغط بمؤسسات المجتمع الامريكي، وهذه الشريحة هي التي تنتقد الدول العربية والإسلامية، وتحاول تفريغها من المبادىء الاسلامية وإبعاد رجال الديانة الاسلامية عن المعترك السياسي في الوقت الذي يمارسون عمل الشيء ونقيضه تماماً!!
حتى أخذ اليمين المسيحي المتشدد خاصة في الحزب الجمهوري توفير غطاء سياسي وشرعي للاسرائيليين بالتوسع ومصادرة المزيد من الاراضي العربية تمهيداً لقيام اسرائيل الكبرى ونزول المسيح حسب اعتقادهم ومزاعمهم وما تبع ذلك من إقرار منهجية ما يعرف بالضربات الاستباقية.

nada@journalist.com



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved