Al Jazirah NewsPaper Tuesday  21/11/2006G Issue 12472مقـالاتالثلاثاء 30 شوال 1427 هـ  21 نوفمبر2006 م   العدد  12472
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

فـن

كود البناء

دوليات

متابعة

محاضرة

منوعـات

نوافذ تسويقية

تغطية خاصة

القوى العاملة

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

زمان الجزيرة

الأخيــرة

شيء من
الهيئة ومكافحة الإرهاب!
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

كنت قد قرأت قبل مدة مقالاً تحت عنوان (ماذا لو) نشره سمو الأمير خالد الفيصل في جريدة (الوطن)، كان عبارة عن تساؤلات تبحث عن إجابة. وفي أحد هذه التساؤلات قال سموه: (ماذا لو ارتفع نشاط ومستوى أداء رجال الدعوة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ورجال التعليم، والمثقفين، إلى مستوى رجال الأمن في مكافحة الإرهاب والفكر الإرهابي؟).
وكنت - بصراحة - دائماً ما أتساءل: أين جهود هيئة الأمر بالمعروف عن التصدي (لمنكر) الإرهاب؟ فيبقى السؤال - للأسف - يعوم في فضاء من علامات الاستفهام!
الذي يجب أن نقر به أننا نواجه ثقافة دينية (متطرفة) ومخيفة، تقشعر من أهوالها ومن (انتحارييها) الأبدان، ذقنا منها، وبسببها الأمرين، أفرزت في النهاية فتنة كلفتنا الكثير على كل المستويات، ولعل تلك الدماء التي سالت، والأرواح التي أزهقت، والأطفال الذين تيتموا، والنساء اللواتي ترملن، والممتلكات التي دُمرت، هي نتيجة من نتائج هذا الفكر الخطير، والتدمير بكل المقاييس.
والسؤال: ألا تعتبر هذه الممارسات شرعاً وعرفاً وعقلاً وخلقاً (منكراً)؟
المنكر هو بالمختصر المفيد: (كل ما تحكم العقول الصحيحة بقبحه أو يقبّحه الشرع أو يحرمه).. وتنفيذ ولاية الحسبة (عملياً) مناط بولي الأمر حسب الشريعة، فهو الذي يوكل الأمر إلى (جهاز) ضمن ضوابط وأنظمة، يتولى نيابة عنه تنفيذ هذه الولاية الشرعية، كما هو الوضع في المملكة، ليقوم هذا الجهاز بدور (تكاملي) مع الأجهزة الأمنية الأخرى، أو بدور مساند، أو تنسيقي، لتحقيق هذه الغاية.
والسؤال الذي يمليه السياق: هل ما جرى في بلادنا من قتل وتفجير وتدمير وإخلال بالأمن، وإراقة دماء، وتكفير، لا يعتبر منكراً من أكبر المنكرات؟، فإذا كان الأمر كذلك، أليس من حقنا أن نتساءل: أين دور الهيئة في التصدي لهذا (المنكر) الخطير؟ ثم، هل يتكرم عليّ واحد من مسؤولي هذا الجهاز، ويجيبني عن السبب في (تقاعس) الهيئة عن إنكار هذا المنكر على وجه الخصوص؟. أو يدلني على سابقة واحدة قام فيها (أحد) أعضاء الهيئة بإرشاد قوى الأمن إلى خلية إرهابية، أو دل على (مفرخة) لثقافة هذا الفكر الضال، أو (تعاون) في القبض على من يقومون بتجنيد الشباب و(حثهم) على الذهاب إلى العراق للقتال والهلاك هناك، سواء عملياً، أو من خلال الوعظ والتحريض والكتابة والتأليف، أو أشار - مجرد إشارة - إلى مجموعة من هؤلاء المفسدين في الأرض، فدلّ عليهم مأجوراً؟
الجواب: لا يوجد أحد حسب علمي، وأرجو من كل قلبي أن أكون مخطئاً!
ولا أحد ينكر أن للهيئة ومنسوبيها دورا فاعلا في تتبع الممنوعات الشرعية بمختلف أنواعها.. غير أن غيابهم عن (ملاحقة) هذا المنكر الخطير (الإرهاب) يثير الكثير من علامات الاستفهام.. فهل يعقل - أيها السادة - أن هذه العيون التي لا تنام، والأفواه التي لا تتثاءب، والأبدان التي لا تكل ولا تمل، لم تعتقل في تاريخها (إرهابيا) واحدا، أو (محرضا) واحدا على ثقافة الإرهاب، ونحن نمر بهذه الفتنة؟
كلنا جميعاً تحت حد سكين (الإرهاب) سواء، فلا فرق في معايير (ابن لادن) وعصابته بين عابد متنسك أو متهاون أو عاص.. ففوهة بندقية ذلك (الإرهابي) المحتقن حقداً وشراً وبغضاً للإنسان والإنسانية، لا تفرق بين أحد، فهو يطلق النار على كل من يقف أمامه خبط عشواء، ولديه من التفسيرات والتأويلات، ما يبرر كل ما يقوم به من جرائم لا يقرها أي شرع، فكيف بشريعة الإسلام؟
وأمام هذه الحقائق، فإنني في هذه العجالة أدعو أن يفكر كبار المسؤولين في الهيئة في هذا (القصور)، ومعالجة هذا الجانب الحيوي المتعلق شرعاً وعقلاً وخلقاً بعمل الهيئة؛ من خلال إنشاء جهاز (توعوي) خاص مهمته على (وجه الحصر)، وأكرر (على وجه الحصر)، توعية أعضاء الهيئة ومنسوبيها بمنكر (الإرهاب) والإرهابيين، والتأكيد عليهم أن (التساهل) مع هذه الثقافة، أو التستر على المحرضين على (حث) الناس على الجهاد في العراق، أو (غض البصر) عما يقوم به الإرهابيون من مؤامرات على البلاد والعباد، وهز أمنها، والنيل من استقرارها، هو (منكر) لا يضاهيه منكر.
وليسمح لي (عقلاء) العاملين في الهيئات، بالقول: إن مثل هذا (التقصير) المتمثل فيما سبق الحديث عنه في هذه العجالة، سيبقى علامة (استفهام) كبيرة تبحث بكل إلحاح عن إجابة.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved