Al Jazirah NewsPaper Thursday  21/12/2006G Issue 12502الرأيالخميس 01 ذو الحجة 1427 هـ  21 ديسمبر2006 م   العدد  12502
رأي الجزيرة
الصفحة الرئيسية

الأولى

محليــات

الاقتصادية

الريـاضيـة

مقـالات

المجتمـع

فـن

دوليات

متابعة

منوعـات

نوافذ تسويقية

شعر

الرأي

عزيزتـي الجزيرة

سماء النجوم

تحقيقات

مدارات شعبية

الأخيــرة

وسِّع مرجعياتك تتسع حياتك
خالد عبدالعزيز الحمادا

في مقالة سابقة تحدثنا عن القناعة وكيف أنها تدعَّم بمرجعيات تزيدها ثباتاً ورسوخاً وقلنا ان القناعة مثل سطح الطاولة والمرجعيات هي الأرجل ولكي تكتسب قناعات إيجابية جديدة لابد لك من خوض تجارب حياتية مكثفة حتى تخلق مرجعيات تتأسس عليها قناعات تدعم نجاحك وترقى بحياتك. لكن لعل من بيننا من يقرأنا ولم تتضح له الصورة بعد ويتردد عنده سؤال ما معنا مرجعيات؟ ولكي يهدأ روعه نجيبه بأن المرجعية هي التي جعلتك لا تضع أصبعك في النار لأنك علمت من خلال مرجعيات سابقة بأن النار محرقة وتصور أخاك الصغير لماذا أمك أو أبيك أو أنت أحياناً تمنعونه وتبعدونه عن الاقتراب من (المدفئة)؟ الإجابة تكمن في أن الطفل الصغير لم تتكون عنده مرجعية أي (مخزون تجارب) تنبئه بأن النار تحرق لكن لو اكتوى بحرارة وإحراق النار مرة مرتين فإنه في المرات القادمة ستبعد من نفسه بناء على مرجعيات أي تجارب سابقة تخبره بأن النار حارقة.
حتى نكون في لب الموضوع بعض الشباب تجده محصورا ببرنامج يومي تافه سخيف يرسِّخ عنده قناعات سلبية ويحصر مرجعياته ويلخص معارفه بالحياة بسواقط لا قيمة لها فمثلاً تجد بعض شبابنا يقضي عمره ويقتل وقته بمتابعة الرياضة وحضور المباريات وقراءة الصحف والمجلات الرياضية والنظر في الجداول وترتيب الأندية وعدد النقاط ومجموع الأهداف وعندما يخلص من ذلك كله يجلس أمام الشاشة ساعات ليسمع تحليل مباراة أو لقاء مع شخصية رياضية وإن لم يتوفر له ذلك كله فهناك (الشلة) يجتمعون في الاستراحة ونقطة الحوار التي يتناقشون فيها هي الفريق الفلاني أفضل من الآخر واللاعب الفلاني أفضل من اللاعب الفلاني وفريقنا حصل على بطولات كثيرة وهكذا الأيام تمضي والعمر يكبر ونحن محصورون في قضية واحدة واهتمام مركز واحد، ولن ترسخ عندنا إلا قناعة تافهة واحدة بمرجعية مكثَّفة واحدة وعلى هذا فقس فهناك من الشباب من يحصر نفسه في السيارات بجميع أشكالها وألوانها وبجميع ممارساتها ومهاراتها وهناك من يحضر مرجعياته في الجولات وآخر صيحاتها وأشكالها وتنوع شركاتها وهناك فرع آخر متخصص بالبلوتوث وصناعة الصور وتناقل الأحداث الجديدة وإشاعة الصور النادرة وقد يكون هناك من الشباب من يستخدم البلوتوث لأغراض مخلة قذرة لكن هذه النوعية لعلها أن تكون نادرة فشبابنا وإن غفلوا إلا أن فيهم خيرا كثيرا.
أنت ما فتئت في البداية ومخزون التجارب عندك قليل فلماذا لا تشمِّر عن ساعديك وتخوض غمار الحياة وتنوع مرجعياتك وتكتسب قناعات ومهارات جديدة تنفعك في مستقبلك وتوسِّع ميدان حياتك بدلاً من أن تكون محصوراً في زاوية ومكان ضيق واحد من الحياة ميدان شاسع لا تتلخص في رياضة فقط أو في استراحة وسهرة فقط أو في بروكشته فقط الحياة أغنى وأكبر من حصرها في هذه التوافه.. نحن لا نريد منك أن تلغي كل ما يسليك وتهواه وتستمتع به لكن نريد منك ألا تعطيه كل حياتك وجل اهتمامك نريد منك أن تسلك طرقاً جديدة وتجرِّب معارف جديدة وتكتسب خبرات جديدة، نريد منك أن تختلط بالناس وتجلس مع الكبار وتناقش العلماء وتأخذ منهم وتقرأ سير الرجال وتتعرف على سير الصحابة والصالحين وتستخلص منها المعاني القيمة والإرادة القوية والتفاني والإخلاص في سبيل الحق وتحقيق الهدف، نريد منك أن تقرأ أكثر وأن تتوسع أكثر وأن تجرِّب أكثر حتى تتسع لك الحياة أكثر لأنه أصبح عندك رصيد من التجارب تأسست عليه قناعات إيجابية لا تسلبك الحياة وتلخصها بل تجعل الحياة لك أكثر متعة وغنى وأكثر اتساعاً.
سطور أخيرة:
الحياة معارف وتجارب وميدان واسع بعيد الحدود لا تضيق على نفسك وتختصر الحياة في هواية تافهة وتنكفئ على نفسك في زاوية الحياة أوسع من ذلك فلابد أن تنوع في تجاربك وأن تكثِّف عطاءك حتى تحصل على رصيد لا ينضب من المرجعيات التي تنفع فيها نفسك وتخدم فيها أمتك.



نادي السيارات

موقع الرياضية

موقع الأقتصادية

كتاب و أقلام

كاريكاتير

مركز النتائج

المعقب الإلكتروني

| الصفحة الرئيسية|| رجوع||||حفظ|| طباعة|

توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية إلىchief@al-jazirah.com.sa عناية رئيس التحرير/ خالد المالك
توجه جميع المراسلات الفنية إلى admin@al-jazirah.com.sa عناية نائب رئيس التحرير/ م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2006 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved