الترميز فتح رائع للاتصالات
حمود حنيظل

فيما مضى - قبل بضعة عقود - كانت الاتصالات اللاسلكية محدودة جدا في تواترات - اهتزازات - بالكليو هيرتز، وكانت الدول تتنافس للحصول على تردد خاص بها، وحين أستمع للراديو - كجهاز لاسلكي - يزعجني أشياء منها على سبيل المثال تداخل موجة إذاعية قادمة من أقصى الكرة الأرضية - ضعفت - فتوافق ترددها مع موجة إذاعية قريبة فأسمع إذاعتين في وقت واحد - إحداهما فيها أغنية والأخرى نشرة الأخبار - ومنها حدوث فرقعة عندما يغلق أحدهم أو يفتح المصباح أو حين يشغل مكنسة كهربائية.. وهي موجات مزعجة تتداخل مع موجات الراديو مسببة فرقعة، وكذلك حين تقترب طائرة فوق منازلنا الشعبية لتحط في أرض المطار ففيها آلات كهربائية تبعث موجات مزعجة للراديو، وكذلك أصوات تشويش أيضا، وهو فيما يقال ناتجة عن انفجار نجوم في المجرات في الكون الفسيح وكذلك اصطدام الشهب والنيازك على الكواكب والقمر.. وكل هذا يولد موجات ذات تشويش مستمر.
ولكن منذ عقدين تمكن العلماء من اكتشاف الترميز في الحواسيب؛ ما زاد في إمكانية الموجات اللاسلكية لتصل للملايين من المستخدمين، فأبسط مثال هو الجوال، ففيه شريحة كمبيوترية لها رمز خاص لا يستقبل سوى ما يتوافق مع رمزه، فلو اجتمع مليون جوال فلن يتعرف على الموجة سوى جوال واحد فقط منها؛ ما مكّن ملايين البشر من حمل أجهزة سويا دون حدوث تداخل بينها، فالترميز إبداع حقيقي ولا يعتمد على التردد كأجهزة الراديو بل على الترميز الحاسوبي.. ولا داعي للمكثف الذي أديره للحصول على الرنين المتوافق مع الموجة الإذاعية في الراديو.