Sunday 06/10/2013 Issue 14983 الأحد 01 ذو الحجة 1434 العدد
06-10-2013

الذين يشبهون إبليس اللعين!

لإبليس إيحاءات قوية وسالبة ومجنونة في إغراء الناس وتشتيتهم وإيقاعهم في المتاهات والمذلات وصور الفساد والفجور والقطيعة والهجران، ولإبليس أعمال جبارة وقدرات هائلة غاية في السوء والقبح والدمامة والنذالة والسوء والسواد،

على صعيد هدم العلاقات الاجتماعية العامة والتكتلات البشرية ومناحي الحياة الأخرى، إبليس يعرف كيف يسقطها جميعاً ويحولها بمهنية وحرفية فائقة وعالية لصالحه، لقدرته العجيبة في التأثير السلبي الكبير في نقل العداوات والبغضاء والتشاحن والتقاتل ونشر النار في الهشيم، بسب تسلطه وإمعانه في الظلم والانتهازية وتخاذل الناس في صده وهجره وطرده والبعد عنه، إبليس ليس له وئام، ولا سلام، ولا فاكهة نظرة، ولا نهر، ولا حديقة خضراء، لا يعرف رسم الخريطة البهية، ولا البناء المزدهر، ولا الحلم، ولا أناشيد الطيور، إنه الموت، وأبواب الجحيم، وانتصاب الدم، وحبال اللهب، إنه الشحوب كله، واليأس كله، والقنوط المديد، إنه النار، والدخان، والدهليز، والحفرة، إن مسمى إبليس يطلق على الناس الذين يسلكون سلوكه ومسلكه، ويلبسون لبوسه، الذين يعملون المعصية ويتصفون بالاستكبار والتعالي والغرور والنرجسية الحادة المفرطة، بعيداً عن أعمال الخير وقيم الحق والعدل والإنصاف، إن الذين يشبهون إبليس من الناس نفوسهم بائسة ومريضة، غارقون في وحل الشر، ساعون في زرع الفتن، وتفكيك عرى الروابط والأواصر الإنسانية، عندهم إمعان في الكيد، ولديهم رغبة عارمة في الاصطياد في المياه العكرة، إن الذين يشبهون إبليس اللعين يغضبهم جداً ويسوؤهم منظر الغيمة المتهادية، ولون السحاب، والنبتة اليانعة، والشجرة الباسقة، والثمرة الحلوة، ورائحة العشب والندى، وفتنة العطر، وترياق القمر، وباب الفردوس، وظفائر الشمس، ويطربهم أعمال الخبث، واللؤم، والظلام، وشكل الصديد، والجدب، والقحط، والظمأ، وقصص الطغاة، وأعمال البرابرة، إن الذين يشبهون إبليس اللعين هم أصلاً فصيل لإبليس وقطيعه الواهن، في أفواههم شاخ إبليس وبال، حتى انعدمت عندهم النزهة في فردوس الحياة، حين قادهم إبليس نحو الفضاء الأسود، ودهاليز الخراب، وممرات التيه، وأطاعوه بجدارة، كونه حبيبهم الأوحد والأقرب والمطاع.

ramadanalanezi@hotmail.com

ramadanjready @

 
مقالات أخرى للكاتب