Monday 07/10/2013 Issue 14984 الأثنين 02 ذو الحجة 1434 العدد
07-10-2013

مافيا مناصب..!

لا شيء يمكن أن تناله داخل الوسط الرياضي العالمي دون أن يكون أساسك العميق هو العلاقات العامَّة الحقيقية..!!

بدون ذلك لا تحلم بتحقيق سوى الفتات الذي يرميه إليك زعماء العلاقات العامَّة، فالمسألة أولاً وأخيرًا تقوم على المصالح المشتركة والمجاملات العملية والتربيطات إضافة إلى المقوِّمات وإلا من كان يحلم أن قطر تنظم كأس العالم

أو يترأس الشيخ سلمان الخليفة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أو تحصل السعوديَّة على أكثر من ثمانية مناصب داخل لجان الاتحاد الآسيوي دفعة واحدة..!!

الخطر الحقيقي هو أن يتحكم بدور العلاقات العامَّة فكر منفرد.. بمعنى ألا يكون فكرًا مؤسسيًّا لصالح الجماعة (الدولة)..!!

أثناء تغطياتي الآسيوية أشاهد فريقًا من العلاقات العامَّة لليابان وكوريا وأستراليا يحضر قبل أيّ مناسبة بأربعة أيام تقريبًا.. دوره التمهيد وتجهيز كل ما يلزم لإنجاح مهمة الأعضاء أثناء الاجتماعات التي تحتاج لتصويت أو دعم لوجستي..!

القطريون يعملون بامتياز ويحقّ لهم ذلك.. فكر وإراده ودعم وهدف واضح..!

الكويتيون يكفيهم الشيخ أحمد الفهد، فهو كتلة علاقات عامة لم يوقفه سوى ابن همام فقط..!

الإماراتيون يتعاملون باحترافية من خلال استضافتهم لأكثر من 100 بطولة عالميَّة رياضيَّة في العام الواحد لذلك يكسبون كل الشخصيات لصالحهم.

في السعوديَّة كان زعيم العلاقات والتخطيط هو الفقيد الأمير فيصل بن فهد الذي يُعدُّ الشخصيَّة الأكثر تأثيرًا في الحقبة الماضية وقد أهدى لوطنه مخرجات تاريخية لن ينساها الجميع..

في عهد الأمير سلطان بن فهد حافظنا على رتم علاقاتنا وإن كانت وفاة الفقيد عبد الله الدبل أحدثت شرخًا كبيرًا وتسببت بهبوط مستوى علاقتنا إلا أن الأحداث لم تكن تستوجب الدعم ولاسيما أن بلاتر وسامرانش وجاك روغ على علاقة جيدة بنا.

في عهد الأمير نواف تطوّر الأمر فوصل أكثر من ثمانية لمناصب آسيوية وثلاثة لمناصب دوليَّة لكن الأمر الخطير أن المنافسة اختلفت..

لم نعد اللاعب الأوحد بالساحة.. وما زاد الطين بلة أن الواقع كشف أن حكم الفرد طغى على حكم الجماعة فأصبحنا أسرى ذلك التفكير..

خذوا مثلاً.. لا أحد يعرف بلاتر حاليًّا بالسعوديَّة سوى ثلاثة.. الأمير نواف.. أحمد عيد.. صالح بن ناصر..

على الصعيد العربي احتكر أربعة أعضاء اللجان والمناصب طوال أربعة عقود..!!

هناك نوعٌ من الحسد والغيرة القاتلة.. لا أحد يريد أن يزاحمه على العلاقات العامَّة.. كل يريد أن يكون وحبايبه فقط بالواجهة..!!

لا أقول إنها عنصرية بغيضة.. بل اسميها غباء وعدم حس وطني..!!

الاتحاد الآسيوي أعلن إعادة هيكلة لجانه.. أحمد عيد كرئيس للاتحاد السعودي مطالب بعدم إفلات أيّ منصب استحوذنا عليه من قبل لاسيما أن الشيخ سلمان هو من يرأس الاتحاد الآسيوي..

أعرف أن فهد المصيبيح سيغادر طواعية لجنة المسابقات لكني لا أعرف بالتحديد من البديل السعودي وإن كنت أتوقع أنّه لن يخرج من دائرة أحمد عيد، فقد تعوّدنا الفكر الفردي وليس الجماعي وإن كان رأي فلا يوجد منه أفضل من ياسر المسحل كبديل لأنّه الوحيد الفاهم بروزنامة الآسيوي وسبق أن اجتمع مع أعضائها كثيرًا..!

دوليًّا استطاع أحمد عيد خطف منصب الأمين السابق عبد الله السهلي داخل اللجنة الإستراتيجية بالفيفا من دون حس ولا خبر مكمِّلاً درب رفاقه التاريخيين ومغلقًا الفرصة أمام أيّ نفس جديد وشاب..!!

هذا الفكر هو من جعل السعوديَّة رياضيًّا تعاني في كلِّ مناسبة.. لا أحد يريد أن يعمل بشكل جماعي لاسم البلد.. المناصب أصبحت بالمحاصصة والمحسوبية والمجاملات وبالدس والهمس والخفية..

هذا وطن وليس لعبة يا من تألمنا من أنانيتكم وصدكم للشباب والقيادات التي تنتظر نصف فرصة..

أطلب من الأمير نواف وهو رئيس مشرف ومسؤول عن كامل مؤسساستنا الرياضيَّة أن تكون هناك لجنة محايدة وقاعدة بيانات لأسماء القيادات الشابة ومؤهلاتها تكون مسؤولة عن الترشيحات وألا تكون حكرًا على أهواء ومزاجيات ومحسوبيات خلقت مشاحنات وعدوات واتهامات داخل الصدور..!!

أليس عارًا أن يَتمَّ خطف المناصب بالسر وكأن اتحاداتنا تحوَّلت إلى مافيا مناصب عالية الجودة..!!؟؟

قبل الطبع

اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك، كما يحبونك عندما تتسلّمه.!!

msultan444@hotmail.com

@msultan444 :تويتر

 
مقالات أخرى للكاتب