Wednesday 06/11/2013 Issue 15014 الاربعاء 03 محرم 1435 العدد
06-11-2013

إدارة التوازن: مركز الحوار أُنموذجاً

1 - الفهم العام الشعبي لمعاني مصطلحات التصنيف والمواقف والأحزاب والمفاهيم والمعتقدات قد لا يتسق مع المعنى العلمي أو الفكري المقصود من واضعي تلك المصطلحات.. وهذا لا ينفيها ولا يلغيها ولا يهوّن من معناها، بل يعني أن المعنى يتطور زمنياً ويتشكَّل مجتمعياً ويتأثر بيئياً.. فمثلاً مصطلح الليبرالية كان ملوثاً في فكر كثيرين في مجتمعنا وهو اليوم ليس كذلك تماماً.. وفي المقابل فإن مصطلح التشدد تجده اليوم محاصراً فكرياً واجتماعياً وقبل ذلك سياسياً.. وتكأكأت عليه الأمم تحاربه لأنها ترى فيه الأب الشرعي للتطرف الذي ينتج الإرهاب.. وأصبح مجتمعنا السعودي في معظمه ميّالاً إلى الوسطية.

2 - كلنا نعرف أن التنوع ثراءٌ وجمال وعمق.. والدعوات إلى توحيد النوع بالتذويب.. والثقافة بالهيمنة.. والاقتصاد بالاحتكار.. تُعد دعوات تعسفية يذكرها التاريخ بالكثير من العار على فاعلها والمجتمع الذي عملها.. والمتابع لحالة الغرب بشقيه الأوروبي والأمريكي يجد أن حماية التنوع أمرٌ دستوري يتم حمايته بقوة القانون.. ومع هذا نجد من لداتنا من يدعو إلى توحيد الخطاب وتوحيد اللهجة وتوحيد اللباس وتوحيد الرأي وتوحيد الفلكلور وتوحيد مصادر التّلقي.. وهذا خطر لو يعلمون عظيم.

3 - لكن التنوع يمكن أن يتحول إلى اختلاف وخلاف ومناكفة .. أي أنه بدلاً من أن يكون وسيلة تنمية يمكن أن يكون وسيلة تدمير وهنا مكمن خطر عظيم آخر.. فالتنوع قد يُولّد الصراع وقد يؤدي إلى التكامل.. وهما طريقان حتميان.. فمن هو مهمته قيادة دفة إدارة هذا التنوع وتحويلها إلى أداة للتكامل بدلاً من تحولها إلى وسيلة للصراع؟.

4 - إنني أضم صوتي إلى الذين يرون أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني هو المؤهل «لإدارة التوازن».. والتوازن المقصود هو إدارة صراع التنوع ليحوِّله إلى التدافع الذي ذكره الله في كتابه العزيز على أنه من وسائل عمارة الأرض وبناء الإنسان ومنع الفساد.

مقالات أخرى للكاتب