Wednesday 01/01/2014 Issue 15070 الاربعاء 29 صفر 1435 العدد
01-01-2014

قراءة المستقبل

«الجاهل يؤكد والعالم يشك والعاقل يتروى».. أرسطو

إن كثيراً من واقعنا المؤسسي والاجتماعي يفتقد لحس التخطيط المستقبلي القائم على استشعار المستقبل وتوقعات ما ستؤول إليه معطيات اليوم.

وهو استقراء يتطلب مهارات الربط والقياس والتحليل والقدرة على التوقع.

لكن كثيراً من المواهب التخطيطية التي تتسم بالشك المهني والعلمي والتروي العاقل تندثر ولا يستفاد منها بسبب طغيان ثقافة الإدارة بالبركة والظن الحسن.

الغفلة والتسليم وقبول الأمور على وجهها الظاهري ليست من سمات إحسان الظن المندوب إليها إن من الجهل أن تتأكد من حسن سير الأمور حولك في بيتك وعملك وكل ما يتعلق بدوائر مسؤولياتك.

الغفلة من سمة البسطاء الذين يرون أن الاستسلام للقدر يكمن في الانتظار المميت لما سيحدث دون التوكل والسعي للحيلولة دون حدوثً ما هو سيئ.

ثمة تقاطعات عديدة بين الاستسلام والسعي يلزم تحريرها في عقول الناس حتى يصبح الفرد يقظاً يرسم أهدافه وبرامجه وفق الاحتمالات والبدائل.

الإيمان عقيدة دافعة لليقين والاستقرار النفسي لكنها أبداً ليست مجلبة للتكبيل والقيود والسكون والقبول المطلق والانتظار المثبط لكل طموح.

تكثر في ثقافتنا المروية الشفهاية أمثلة الاستسلام والحث على الغفلة والندب إلى التسليم مما أنعكس على كثير من ممارساتنا وتطبيقاتنا الحياتية.

إن التدبر من التعبد وإن البحث فيما وراء الأشياء وكيف بدأت وماذا وصلت وإلى أين أريد أن تصل لاحقاً وما هي الاحتمالات وماذا لدينا من حلول حين تكون كذا وحين تكون كذا.. حتى نصل في النهاية لما نصبو إليه.

إن هذا تحديداً هو ما اصطلح عليه علمياً بالتخطيط الإستراتيجي فخططوا لحياتكم لأن ذلك يمنحكم القدرة أكثر على تحقيق أهدافكم.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب