Monday 13/01/2014 Issue 15082 الأثنين 12 ربيع الأول 1435 العدد
13-01-2014

هذه اللفتة الكريمة من الملك؟

يقول الكاتب خالد السليمان في صحيفة (عكاظ) تعليقاً على إعلان الميزانية الجديدة: (العبرة ليست في أرقام الميزانية، بل ما تجسده في الواقع من مشاريع وخدمات يلمسها المواطن في حياته المباشرة)، كما يقول في موضع آخر مخاطباً الوزراء: (لقد حملتم أمانة عظيمة، وتسلحتم بثقة ملك البلاد، وجرت بين أيديكم أموال كثيرة، فأي عذر للتقصير، وأي مبرر للإهمال؟! كل ما يتطلبه الأمر مع توفر المال هو توفر حسن «الدبرة» في الإدارة والتخطيط والتنفيذ).

المتمعن في كلام الأستاذ السليمان يلحظ أنه اختصر الميزانية من حيث الأهمية والفاعلية والإنتاج بثلاث ركائز رئيسة، (ثقة الملك، وفرة المال، وحسن الأداء). والركيزة الأخيرة هي التي تعني فن الإدارة، والتخطيط المحكم، والتنفيذ المتقن مع وجود المال الكافي الذي يجعل من بلادنا أعجوبة بين دول العالم، وكل ذلك تحت مظلة ثقة ملك يحب الخير لشعبه، لذا قالها لوزرائه بوضوح وصدق وتلقائية: (أرجوكم قابلوا شعبكم كبيرهم وصغيرهم كأنهم أنا)، ثم حدّد حفظه الله أهم جوانب العمل الوطني الحقيقي بقوله: (أطلب من الوزراء أن يؤدوا واجبهم بإخلاص وأمانة ويضعوا الله عز وجل بين أعينهم). هذا الربط الذي قال به خادم الحرمين الشريفين بين مقامه السامي والمواطن العادي، إنما قصد منه تأكيد حق المواطن في كل شؤون حياته على الدولة التي يمثلها الوزراء، مذكراً هؤلاء الوزراء بأعظم القيم الإنسانية التي شدد عليها الإسلام وأكدها في حقوق الناس وأعمال الدولة وهي (مخافة الله، والأمانة والإخلاص).

لهذا فليس لأي وزير أو مسؤول حكومي تنفيذي أي عذر في العمل على تحقيق رفاهية المواطن وخدمته وصولاً إلى رقي الوطن ونهضته، من خلال تطبيق تلك القيم السامية، خاصةً في ظل رعاية كريمة ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله)، الذي لم يبخل على هذا الشعب الأصيل الوفي، أو يقصر في ميزانية الدولة بهذه المليارات الضخمة، التي لا تحتاج إلا إلى النية الصادقة والعزيمة الصلبة بالعمل الحقيقي القائم على الأمانة والإخلاص ومخافة الله في المواطن والوطن معاً، أو كما يقول الأستاذ السليمان (حسن الدبرة). فكل عمل تم بإخلاص ونُفذ بأمانة تحت مظلة مخافة الله فحتماً سينجح ويحقق مراده، فهذه من سنن الله في كونه.

فهل يعي وزراؤنا الكرام توجيهات خادم الحرمين الشريفين؟ هل يدركون ما تتطلبه المرحلة الحالية التي تمر بها بلادنا، سواءً على الصعيد السياسي، أو المستوى الاقتصادي بتحقيق أعلى درجات الرفاهية؟، هل يدركون حجم الإنفاق التاريخي على مشاريع الدولة وبنيتها التحتية وخدماتها المتعددة؟.

لا شك أن الإجابة على هذه الأسئلة العابرة وغيرها مما يجول في خواطر الناس، وبالتالي الوصول إلى مرحلة الوعي ومستوى الإدراك الحقيقي لمتطلبات المواطن وحاجة الوطن، إنما تكمن في استشعار الوزير والمسؤول الحكومي لتلك اللفتة الكريمة لخادم الحرمين الشريفين عن المواطن، عندما جعله في مقامه السامي، بقوله: (أرجوكم قابلوا شعبكم كبيرهم وصغيرهم كأنهم أنا)، ما يؤكد موقع المواطن في وجدانه - حفظه الله - واهتمامه الشديد بخدمته وتحقيق متطلباته، بحيث يلمس هذا المواطن بشكل فعلي أرقام الميزانية واقعاً بالخدمات والمشاريع التنموية.

العبرة ليست بكثرة المال إنما في إدارته، وليس بكثرة القول إنما في حقيقة الفعل، أو كما قال الأستاذ خالد السليمان (حسن الدبرة). لأن عدم تحويل أرقام الميزانية إلى حقائق واقعية ستؤدي - لا قدر الله - إلى إشكالات وطنية نحن في غنى عنها، وعن تداعياتها السلبية، كفقدان ثقة المواطن -لا سمح الله- بوزرائه، بينما المطلوب تعزيز اللحمة الوطنية، وتوثيق كل عرى التلاحم بين الدولة والشعب عندما يثق المواطن أن دولته تسهر على أمنه وتحقق له أفضل مستويات الحياة الكريمة من تعليم وصحة وسكن ونقل وغيرها من متطلبات حياتية، وبهذا تتجلى أصدق تعابير الوحدة الوطنية. حفظ الله بلادي ودام عزك يا وطني.

moh.alkanaan555@gmail.com

تويتر @moh_alkanaan

مقالات أخرى للكاتب