Wednesday 29/01/2014 Issue 15098 الاربعاء 28 ربيع الأول 1435 العدد
29-01-2014

قد خسر الذي لا يعود..!!

هل على الإنسان أن يخوض النار ليتعرف حريقها..؟

أو يتقاعس عن الواجب ليدرك الندم..؟

أو يسير على الشوك ليعرف وخزه..؟

أو يتغافل عن الأمانة ليعاقب على التفريط..؟

أو يعبث بالمسؤولية ليواجه الجزاء..؟

أو هو اليقين بدوره في الحياة هو الذي لم يؤسَّس في السواد الأكبر من الناس كما ينبغي..؟

إن لغة العمل في أدق أدوارها، وهي تمتزج امتزاج كينونة بكينونة الإنسان، هي ما ينقص في تنشئة الفرد بوصف التنشئة هي البوتقة لأول أبجدية في تكوين الفرد..

فالعمل مدار الحياة، وأس المعاش فيها، وسبيل النماء، والتطوير، وما لم تؤسس قيمته في المرء منذ تنشئته، وخلال تعرضه لأنماط، وأنواع الحركة، والأداء، وأوجه التفاعل مع الذات وما حولها، فإنه سيكون عالة على الحياة، بل عرضة لأقسى مواقفها، بما يعرضه فيها لكل وجه سالب، سواء من خلال أدائه وأفعاله، وتصرفه..، أو في نتائج ذلك من تفريطه، وغفلته، وجهله.. وسطوته واستغلاله..

فالجاهل بقيمة «العمل» بوصفه مسؤولية، هو المعرَّض للخلل، والذي هو منه السبب..

و»العمل» هنا لا يعني فقط الوظيفة بتصنيفها بالمقابل المادي بمرتبته..، بل هو كل ما يقوم به الفرد وله محصلة مادية أو معنوية..

«العمل» يبدأ من أول لقمة يتعلّم الفرد كيف يضعها في فمه، ومن أين يلتقطها في الطبق، ومقدارها..، ورفع الطبق من الطاولة، وتنظيفه ووضعه في خزانته..،

وهو من أول مسؤولية يتولاها ملبسه ونظافته، وتفاعله مع البشر بمنازلهم، ..

«العمل» قيمة إن لم تكن يقيناً ممتزجاً بلغة الحس، والفكر، والخلق..، فإن الفرد وهو يخوض الحياة سيكون عليه أن يحترق، وأن يصطلي، وأن يغترب، وأن يعاقب، وأن يلام، وأن يندم..،..وأن...، وأن ....... حتى يدرك هذه القيمة بعد أن يكون قد خسر الذي لا يعود...!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب