Friday 07/02/2014 Issue 15107 الجمعة 07 ربيع الثاني 1435 العدد
07-02-2014

سطعت شمس النصر ويجب ألا تغيب

بصراحة... عاد النصر للبطولات الكبرى من البوابة الكبيرة من بوابة نادي القرن، وعندما يعود النصر عبر بوابة غريمه التقليدي تكون الفرحة مضاعفة لدى جميع أنصار العالمي، لقد كان مساء السبت الماضي كرنفالاً غير طبيعي وملتقى لشباب هذا الوطن مع ولي عهده الأمير سلمان بن عبدالعزيز.

لقد حضر كل شيء في اللقاء.. الإبداع الجماهيري والتنظيم المميز وحضور الرموز الرياضية الخليجية، فبالفعل كانت قمة عربية ولم تكن قمة سعودية فقط، لقد استمتع الجميع بحفلة رياضية حتى ولو لم يرتق مستوى المباراة إلى الطموح فنياً ولكن كان جمالها في الطقوس التي حضرت والكثافة الجماهيرية والتغطية الإعلامية التي انتهت أخيراً بعودة العالمي إلى البطولات.

لقد كان كل شيء حسب رؤية الفنيين والمطلعين قد سار حسب الأصول حتى إن الترشيحات كانت تصب في صالح العالمي رغم عدم وجود الفوارق الفنية بين اللاعبين إلا أن خبرة مدرب النصر كارينيو تفوقت بكثير على مدرب الهلال (المبتدئ) سامي الجابر الذي لم يحسن التعامل مع المباراة وقد لا تكون هذه الأولى فهو لا يستطيع تغيير الخطط أو صنع الفرق أثناء سير المباراة ولولا رعونة اللاعب النصراوي التون لكانت تاريخية، حيث كان دفاع الهلال وخطوطه الخلفية هي نقطة الضعف وعلى العموم كان لقاء شباب البلد الواحد وأبناء الخليج أكثر من رائع تجسد من خلاله الحب والالتقاء وعادت شمس النصر وبزغت من جديد عبر البوابة الأصعب ولكن يجب أن تستمر وألا تغيب، فالحصول على بطولة قد تسهل في لحظة وقد يلعب الحظ في الحصول عليها ولكن الصعب الاستمرار والمحافظة على المكتسبات والبقاء في القمة.

(سامي) ما بين حقل التجارب وثقافة الكبار

يخطئ أي شخص سواء متابعا رياضيا أو غيره إن اعتقد أن المدرب سامي الجابر هو أول مدرب يجعل الهلال ولاعبيه حقل تجارب، لعل وعسى أن يتأهل ويبرز وينتشر من خلاله. فقد سبقه المدرب الألماني (دول) الذي حضر بدون أي سجل تدريبي وتجربة ضعيفة في بلاده وحضر ليمارس تجاربه ومحاولة تعلمه من خلال نادي الهلال. ولم يستمر طويلاً وغادر وتم إحضار المدرب الآخر العاطل عن العمل (كومبواريه) الذي لم يستقر في يوم من الأيام على عناصر في خط واحد وكان واضحاً للعيان أنه فاقد حتى مبدأ التدريب وفنونه وعاد من حيث أتى غير مأسوف عليه من الهلاليين، واليوم تتكرر التجربة للمرة الثالثة من نفس الإدارة في منح ابن النادي سامي الجابر فرصة ليتأهل ويبرز عبر نادي الهلال.

لله العجب! لم يتوقع أحد أن يكون زعيم قارة آسيا ونادي القرن حقل تجارب لأحد لاعبيه الذي لتوه يغادر الملاعب حتى أن بعض اللاعبين الذين زاملهم ما زالوا نجوما في الفريق وما يجب أن يدركه القائمون على الهلال أن التدريب موهبة وفكر وعلم وهذه لا تتوافر في الكابتن سامي والدليل أن الهلال الذي حتى وإن غاب إلا أنه يقنعك بأداء لاعبيه وعناصره المميزة وهذه الميزة غابت منذ تولي زمام الأمور الكابتن سامي، حيث لم يقدم الهلال أي لقاء يستطيع من خلاله إقناع محبيه والمتابعين، وما يؤسف له أن الكابتن سامي لا يعترف بإخفاقه أو بداية تجربته، بل يحاول إلصاق الفشل في الآخرين وكان الأحرى به أن يعترف أنه لا يملك المقدرة على توظيف لاعبيه حتى ولو كانت قدراتهم عالية، والأدهى والأمر من ذلك هو غياب ثقافة تقبل الخسارة مثلما الاحتفال بالانتصار، ففي اللقاء الأخير كان من المفترض أن يبارك للمنافس وللاعبيه وللجماهير النصراوية ويكسب احترامهم وتقديرهم وتشجيعهم له كمدرب وطني ولم يتعلم من دروس الماضي، ففي لقاء الموسم الماضي خسر النصر وبادر مدربه بتهنئة جميع لاعبي الهلال في غرفة ملابسهم ولم يوعز للحظ أو يجير عدم استحقاق الهلال للبطولة رغم أنها انتهت بضربات الترجيح ولم تكن هذه المرة الأولى، ففي أحد المؤتمرات الصحفية التي تعقد لقاءات بعد دوري جميل، وفي أحد لقاءات نادي الهلال لم يتعامل المدرب سامي في المؤتمر الصحفي بمهنية واحترافية مع أحد الصحفيين، وقد ذكرت في حينها أن سامي سيواجه مشاكل مستقبلية إن لم يراجع نفسه في فن التعامل مع الآخرين وبالفعل ما قام به بعد لقاء القمة والتقليل من فوز المنافس واتهامهم بالتمثيل وتجيير الفوز بأنه غير مستحق أمر معيب ويدل على أن الكوتش سامي يحتاج إلى وقت أطول في غمار تجربة التدريب، الذي كنت قد ذكرت أن أكل العنب حبة حبة وكان من المفترض أن تكون بدايته من الدرجات السنية مواصلاً تدريجياً إلى أن يكون مساعداً وليس كما حدث فلا يمكن أن تصل إلى الأدوار العليا بدون أن تبدأ من أول درجة في سلم الصعود.

نقاط للتأمل

- مبروك للأمة النصراوية ولإدارة العالمي العودة للبطولات من خلال كأس سمو ولي العهد التي يجب أن تكون البداية وليس آخر الطموح.

- نعم فاز النصر ولم يخسر الهلال فقد كانت مباراة رائعة وقمة في الأداء والأخلاق والالتزام ولم يشوبها إلا تصريحات وانفعالات مدرب الهلال غير المبررة.

- النجم الخفي في اللقاء الذي كان يطبق تكتيكا غير مشاهد وسريا بإيعاز من مدربه هو الكابتن المميز (خالد الغامدي) الذي يستحق نجومية المباراة فالجهد الذي بذله لم يقدمه أي لاعب آخر.

- من تابع المباراة النهائية لكأس سمو ولي العهد ويدرك في الأمور الفنية يعرف أن مدرب النصر قد لعب بأربع خطط مختلفة خلال شوطي المباراة وكان يقوم بتغييرها أثناء سير المباراة ولم يدركها إلا المختصون فقط.

- مع كامل الاحترام والتقدير للكابتن والمدرب سامي الجابر يجب أن يدرك ويعرف أن الهلال كفريق أكبر بكثير من قدراته ومن تجربته التي احترقت قبل أن تبدأ.

- قدمت إدارة نادي النصر 200 ألف ريال عربون كأس ولي العهد ووعدت بمليون ريال للدوري وإذا ما صحت هذه الأخبار فستكون قاسية ومؤلمة إن هي لم تدفع.

- جاءت قرارات لجنة الانضباط الأخيرة بحق نادي الاتحاد والأهلي ضعيفة وغير رادعة فالفوضى الجماهيرية والألفاظ العنصرية يجب أن تكون عقوبتها أقسى وأكبر مما اتخذ.

- مخجل من بعض الأشخاص الذين أخذوا منابر إعلامية خارجية أو داخلية للتقليل من إنجازات الآخرين وهذه لا توجد مع الأسف إلا لدى إعلاميين محددين يجب ألا يعطوا الفرصة لبث سمومهم وتقليل من الآخرين.

- بالأمس عادت عجلة دوري جميل فهل يكون هناك مفاجأة غير متوقعة أو يستمر الصراع بين الفرق والهروب للمناطق الآمنة بعد أن انحصرت البطولة بين النصر والهلال.

- أعتقد أن التعصب الرياضي تجاوز جميع مبادئ التنافس الشريف ووصل إلى مرحلة تهدد التماسك المعروف لدى المجتمع السعودي وهنا يجب وضع حد له بأي طريقة كانت.

خاتمة:

ثروة الوطن الحقيقية في أبنائه والمحافظة عليهم وقرار مولاي خادم الحرمين الشريفين الأخير يجسد هذا المعنى وقراره الشجاع يدل على حرصه على أبنائه، حفظك الله يا أبا متعب لأبنائك وأمتك وبلادك.

ونلتقي عبر جريدة الجميع «الجزيرة»، ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.

مقالات أخرى للكاتب