Friday 14/03/2014 Issue 15142 الجمعة 13 جمادى الأول 1435 العدد
14-03-2014

صحافة صفراء .. إعلام فضائحي مترهل

ما هو الخبر الصحفي؟ كيف تنقله الصحف الورقية الجادة؟ وكيف تتناقله المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي؟ وهل تحول الكون لمحرقة يلقى بها الحطب الأخضر واليابس سواء؟ وهل سرعان ما سيأفل نجم الصحف الواهنة المترهلة كما حدث مع بعض الفضائيات التي كانت تتصدر أعلى نسب المشاهدة في عالمنا العربي بعد أن اكتشف المشاهد أنها تقتات على حساب وقته وفكره وأنها تحوّلت لحلبات مصارعة وبؤر فتنة وفساد، كما تحوّل بعض من كان يطل من شاشتها لدعاة للفرقة والفساد؟

لعلني هنا أستشهد ببعض النماذج والمقارنات بين صحف ومواقع إلكترونية كل هدفها أن تكون في سبق (عفواً) سباق محموم مع أخبار ما هي إلا مفرقعات لا تخلف إلا الضجيج والرائحة الكبريتية الكريهة.

(ضحية الخلع تكشف عن تلقيها رسالة تهديد بالقتل من زوجها).

(العثور على جثة رجل اختفى لأيام في دورة مياه..).

(وفاة طالب في جامعة بظروف غامضة.. (ويظهر السبب الحقيقي بعد ذلك إصابته بجلطة دماغية ليس لأي أحد علاقة به).

هذه الأخبار وأخبار أخرى قد لا يهم المجتمع نشرها إلا إثارة الفوضى والأحقاد والنشر لأجل الإثارة فقط، فكل يوم تحدث آلاف الحالات والقصص التي لا يليق أن تكون مادة صحفية، ولا يقدّم أو يؤخّر نشرها ولا يضيف للمجتمع شيئاً، ولعل الإثارة التي تلحق بالخبر تثير المتلقي وتشحنه دون أن يكون متأكداً من صحة الخبر الذي ومن خلال متابعتي في أغلب الأوقات يكون مفبركاً بطريقة تخدع المتلقي ولا تغطي الموضوع إلا من طرف واحد ومن وجهة نظر أحد الأطراف، ناهيك كيف ينتشر هذا الخبر كما النار في الهشيم وكيف يؤجّج النفوس والأقلام والأحقاد بينما الحقيقة بعيدة كل البعد عمَّا تداولته الصحف الإلكترونية أو بعضها.

الصحافة المغرضة أياً كانت المرئية أو المسموعة أو المقروءة تلك التي تستغل حدثاً ما وتؤجّجه ثم تجيّش المتلقي دون أن أن يكون لها أساس من الصحة، تنتشر الإشاعة كالنار في الهشيم، ثم تقلقل المجتمع وتنمي أحقاده لأنها وجدت في هذا الإعلام المشوَّه وسطاً رطباً ومناخاً مناسباً لاستمرارها.

كان لأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للإعلام حين الأزمة الخليجية القطرية بعدم الإساءة رؤية صائبة تعبر عن حكمته - حفظه الله- ويقينه أن كلمة يمكنها أن تؤجّج النار التي تكاد تلتهم المنطقة بأكملها وبالفعل ظهر السياسيون والإعلاميون السعوديون بشكل حضاري في نقاشات ساخنة لكنها متزنة مع الجانب القطري تظلّل الأجواء روح أخوة باقين عليها حريصين على استمرارها.

لكنني هنا أستقرئ التاريخ وأقول:

هل نحن أمة لا تقرأ تاريخها، وتاريخها القريب جداً؟ ألم نعتبر من الحكاية الشهيرة أُكلت يوم أكل الثور الأبيض، استخدم صدام وابن لادن كدمى متحرّكة بيد العدو ثم لما انتهت مهمتهما كان لا بد من تصفيتهما، فقُتل صدام شنقاً وقُتل بن لادن رمياً من الفضاء (أو هكذا زعموا)، واليوم الشقيقة قطر تنحا منحى معاكساً لتيار شقيقاتها دول مجلس التعاون وكأنها أصبحت الأم الحاضنة لكل المنظمات الشيطانية المجدولة على قائمة الإرهاب، وما النتيجة؟! هل سيقولون يوماً عندما تنتهي المهمة؛ آسفون.. لقد أخطأنا الطريق!

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب