Friday 21/03/2014 Issue 15149 الجمعة 20 جمادى الأول 1435 العدد
21-03-2014

إسبانيا .. تاريخنا وحاضرهم ضيوفنا

لعل حضور إسبانيا ضيف شرف معرض الكتاب الدولي بالرياض هذا العام يعيد للأذهان القصيدة الشهيرة «غرناطة» للشاعر نزار قباني، ولعلها إن عاد أمر تصنيفها لي لتعد القصيدة الأقدر له والتي كلما استحضرتها أثارت شجوني وأخذتني لذلك القاسم المشترك بيننا وبين تلك الديار التي مرَّ بها أجدادنا وطرّزوها بأحرف العربية التي ظلت تذكر بنا، ثم بماض مبكٍ كلما لاح لنا نزوح قوافل العرب وهزيمتهم التي أضاعت ملكهم وتلك الأماني التي تحولت سرابا.

دندنت قصيدة نزار وكأن بتلك الفتاة الشقراء تتجلّى أمامي ومعشر القادمين من بلادها يحلّون ضيوفاً على بلادي المملكة، وعرسها الثقافي السنويّ، فأصافح فيهم أجداداً لي حملوا بذور فكرهم بين ما حملوا.

ليس معرض الكتاب هذا العام منصات لبيع الكتب فقط، بل مهرجان ثقافي متنوّع بما ضمه من نشاطات وفعاليات جذبت أهل الرياض ومن قصده أيضاً من مختلف مناطق المملكة، أصبح المعرض تظاهرة ثقافية معرفية موثّقة عبر إعلامنا السعودي بكل وسائله المقروءة والمسموعة والمرئية، هو عرس عائلي أبهجني فيه اجتماع الأسرة السعودية بشغفها لهذا الموعد السنوي، بغض النظر عن بعض المنغصات التي مرَّت كسحب عابرة سريعة تمثّل القلة الذين حاولوا الشغب أو تفريق الزائرين والذين تصدى لهم رجال الأمن والمشرفين على المعرض، ليوقنوا بأن عرس الوطن واحتفاء الثقافة لا يمكن أن تعكّره أفكار رجعية وأصوات سرعان ما ذاب صداها في فضاء ذهب بضجيجها بعيداً.

الرياض تطرز مجدها بهذا الحدث، يترك معرضها بصمة الصدارة على خارطة المعارض العربية، ونحك الذاكرة منتشين بفرحنا السنوي ولقاء القادمين من أصحاب الفكر من كل أصقاع العالم.

........

«كنت ليلة البارحة أقف تحت سماء غابت نجومها واكفهر صفوها.. أرجو الله أن يسوق المطر.. لا شيء غير المطر يمكنه منحي السعادة تلك اللحظة الصامتة، وإذ برنين روحها آتياً يسألني قراءة قصائدها اليوم،

شكرًا دكتورة فوزية على منحي هذه الفرصة علها تكون استسقاء لأمطار الفرح..

«هذه هي الجملة التي بدأت فيها تلك الأمسية التي دعتني فيها الشاعرة الرائدة في المملكة والأكاديمية فوزية أبو خالد لقراءة قصائدها نيابة عنها في ختام أمسيات معرض الكتاب هذا العام لأن صوتها لم يسعفها لقراءة الشعر.

أن تقرأ قصيدة أنت كتبتها لا يضعك أبداً في موقف يماثل صعوبة أن تقرأ لشاعر غيرك له مدرسته الخاصة ومفرداته.

سلامة الشاعرة فوزية وسلامة القصيدة التي كان لها منبر وحضور في معرض الكتاب الدولي للكتاب.

من أول البحر لنزار قباني:

في مدخل الحمراء كان لقاؤنا

ما أطيب اللقيا بلا ميعاد

عينان سوداوان في حجريهما

تتوالد الأبعاد من أبعاد

هل أنت إسبانية؟ ساءلتها

قالت: وفي غرناطة ميلادي

غرناطة؟ وصحت قرون سبعة

في تينك العينين.. بعد رقاد

وأمية راياتها مرفوعة

وجيادها موصولة بجياد

ما أغرب التاريخ كيف أعادني

لحفيدة سمراء من أحفادي

وجه دمشقي رأيت خلاله

أجفان بلقيس وجيد سعاد

mysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب