Friday 25/04/2014 Issue 15184 الجمعة 25 جمادى الآخرة 1435 العدد
25-04-2014

سعادة السفير..!

كثيراً ما أجبرتني ظروف الحياة على التنقل بين بلدان كثيرة، وجلها كانت طلبا للعلم والنهل من معين المعرفة، سواء كان ذلك عبر ما يتطلبه إكمال الدراسات العُليا في مجال التخصص من ترحال، أو حتى حضور المؤتمرات والندوات والاجتماعات التي كانت يتطلبها طبيعة العمل. ولعل تلك الرحلات التي امتدت من أقصى القارة الأوربية إلى أقصى الشرق. لم تخل كما هو متوقع من المتاعب، إلا أن هناك نوافذ مضيئة كانت تُعين على تجاوز الصعوبات أهمها حين تجد العون كمغترب من مسؤول يمثل رأس الهرم في الاهتمام بالرعايا السعوديين بالخارج..!

) إنه (السفير) ذلك المنصب الذي متى تقلده شخص واعٍ يقدر المسئولية التي حملها إياه سيدي خادم الحرمين الشريفين، وكان بحق درعا واقيا لكل ما يعتري رعايا المملكة وما يواجههم من صعوبات، يكون بحق قد أدى الأمانة المسترعى عليها.

)) إبان رحلة الدراسات العُليا التي أستطيع القول بأن كُتباً بحجم مجلدات قد تحوي كثيراً من القصص المثيرة و المواقف الصعبة قد تنوء بحملها سردا، بل أستطيع ودون مبالغة تدوين صفحاتها عبر مشاهد أكثر من أحد عشر عاما كانت هي مجمل ذكريات التخصص الدقيق في إنجلترا وصولا إلى نيل درجة الدكتوراه بفضل الله من أحد أهم جامعات العالم الطبية، جامعة الملك إدوارد الطبية بلاهور.!

) لكن الجدير بالذكر في مساحة تُعرف وتقدم ذاتها عبر نهج (بصريح العبارة)، أستطيع أن أذكر كيف كان حال وما يزال الطلبة المبتعثين في شرق العالم وتحديدا في اليابان الصين وكوريا وشبه القارة الهندية، وكيف أن طلبة الدراسات العليا في تلك الدول تحديدا متى تغلبوا بأنفسهم على عوائق الغربة وتحدي صعوبات اللغة الأم لتلك البلدان وقبل هذا وذاك وجدوا (العون الحقيقي) والدعم اللامحدود من قبل سفارات تلك البلدان، فإنهم سيكونون حتما محظوظين بالجمع بين حضارات جديدة وبين التحصيل العلمي الذي قد يفوق في بعض فروع العلوم الطبية والهندسية ما يفوق النظرة التقليدية عن الدراسات العليا في أوريا وأمريكا.!

)) شخصيا جربت الجمع بين الدراسة في غرب العالم وشرقه، وهنا أقول إن وجود سفير ذي حس وطني عال يكون همه الأول وهاجسه الذي لا يهدأ هو (المغترب السعودي) وكيف يذلل الصعوبات له و يتواصل مباشرة مع الطلبة عبر هواتفهم الشخصية بعيدا عن بيروقراطية العمل الروتيني الذي قد يرمي بكثير من هذه المسئوليات على عاتق الملحقات الثقافية التي تُعنى في الأساس بالجانب الأكاديمي الصرف للطالب المبتعث.

) أقول ما لمسته شخصيا عن سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام أباد السفير عبدالعزيز الغدير، ولم تكن حينها موجها لشخصي كوني في تلك اللحظات في أول ساعات وصولي لاهور أوائل 2011، بل كان يهاتف أخي الطبيب تركي المطيري ويسأله مباشرة عن أحواله وأحوال بقية الطلبة والمستجدين منهم.!

) لمست للوهلة الأولى طبيعة العلاقة الوطيدة بين (سعادة السفير) و الطالب المبتعث، بل إن أخي الدكتور تركي المطيري ذكر لي بأن أول اتصال هاتفي جاءه من سعادة السفير كان المسئول حينها يخاطبه بكل تواضع ويقول له مباشرة (أنا عبدالعزيز الغدير) هكذا بكل تواضع وبعيدا عن كل الرسميات و الألقاب، قال له مباشرة هذا هاتفي لا تتردد أنت وزملاؤك وزميلاتك في الاتصال بي مباشرة وفي أي وقت لأي خدمة وعون.!

) وبالطبع، إذا كان هذا ديدن و نهج المسئول الأول (السفير) فلا تسأل عن انضباطية العمل ودقته من الملحقيات الأخرى، مواقف كثيرة لا تسمح المساحة بسردها حدثت لأخوات طبيبات وإخوة وجدوا من خلالها العون المباشر من السفير الأب الحنون والأخ الكبير، ولا تستغربوا كل ذلك إذا ما قلت إن الله قد وهب سعادة السفير ابنا صالحا اسما ومسمى أضحى اليوم طبيبا جراحا باهرا في تخصص القلب.!

) أقول اليوم وفاءاً لهذا المسئول القدوة و على نهج نبينا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه في حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا بإسناد صحيح (لا يشكر الله من لا يشكر الناس).. شكرًا سعادة السفير.. والعذر سلفا في عدم البوح بها من قبل هذا، وما ذاك إلا مداراة أن أرمى بسهام المصلحة الشخصية، فقد أثرت تأخير هذا الثناء الذي تستحقه سعادة السفير بعد أن ختمت مشواري بفضل الله بتفوق، والشكر موصول بكل التقدير وعظيم الامتنان لسيدي وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل الذي أكاد اجزم بحب كل صغير وكبير في العالمين العربي و الإسلامي لنجل الفيصل القامة الوطنية الكبيرة التي يفخر بها الجميع وفي كل أنحاء المعمورة.. والله تعالى من وراء القصد.

ضربة.. حُرة!!

فلو كان يستغني عن الشكر سيدٌ..

لعزة ملك أو علو مكانِ..

** **

لما أمر الله العباد بشكره..

فقال اشكروا لي أيها الثقلان..!

للتواصل: Dr.abdulmalek@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب