Wednesday 07/05/2014 Issue 15196 الاربعاء 08 رجب 1435 العدد
07-05-2014

صفوي .. وحلم الإمبراطورية الفارسية!

لم يكن تصريح - الفريق - يحيى رحيم صفوي - القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني الأعلى -، مفاجئاً عندما اعتبر حدود بلاده الغربية، بأنها: « لا تقف عند شلمجة - على الحدود العراقية غربي الأهواز-، بل تصل إلى جنوب لبنان، وهذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط»، وذلك في إشارة إلى حدود الإمبراطوريتين - الأخمينية والساسانية - الفارسيتين قبل الإسلام؛ ليذكّرني حديثه بالمشروع الصفوي الشعوبي على حساب الشعوب الإسلامية، والعربية، مستغلة إيران في ذلك كل الأصعدة - الداخلية والإقليمية والدولية -، والمدعومة بالنزعة - القومية الماضوية العقدية -.

في الحالة الإيرانية، فإن الهوية الفارسية قامت على أساس العداء للعرب، ولا عجب - حينئذ - أن يستخدم النظام الإيراني غطاء تعبوياً؛ لتبرير سياساته التوسعية، والعمل على إحياء الإمبراطورية المزعومة، عن طريق الهدف الإستراتيجي الطائفي المشحون بأجندات دينية، وسياسية؛ من أجل تصدير الثورة الخمينية، وعقيدتها الإمامية العنصرية، وتوغلها في أوساط الشعوب الإسلامية. وهو ما يعبّر عنه، بالخطف المتدرج للمجتمعات العربية، وبسط النفوذ الأمني، والسياسي بعد ذلك.

يذهب المكر الإيراني نحو نشر الفتنة، وشق الصف في الوطن العربي بحجة الممانعة، والمقاومة لإسرائيل، والمتاجرة بقضية فلسطين في المحافل الدولية، ولا حرج أن ترفع شعار العداء لأمريكا، وإسرائيل في الظاهر؛ لكنها في حقيقة الأمر، توجه سهامها نحو البلدان العربية، والإسلامية؛ حتى يتم التستر على السياسات العدوانية الإيرانية ضد العرب، وخلق الأرضية الملائمة كوسيلة؛ لتحقيق الهدف الأسمى، والسيطرة على العالم العربي من المحيط إلى الخليج - عقائدياً وسياسياً -.

لم يغب الدور المشبوه الذي تلعبه إيران في المنطقة، عندما دخلت على خط التحولات التي تشهدها الساحة، ففرضت نفسها كعنصر فاعل في محيطها الإقليمي، كان الهدف منه زعزعة أمن، واستقرار المنطقة. وتأمل على سبيل المثال: عملية التمدد الإيراني في مجمل الأوضاع الداخلية، إن في العراق، أو في سوريا، أو حتى في لبنان عن طريق حزب الله، أو في اليمن عن طريق جماعة الحوثيين، اللذين يعدان إحدى أهم الأوراق الإيرانية الفاعلة؛ لدعم دورها الإقليمي في المنطقة، مستغلة في ذلك حالة الفراغ العربي، بل إن التسريبات لبعض الإحصاءات التي رصدتها الحكومة الإيرانية؛ لتمكين الفكر الشيعي من التوسع، تؤكّد على تخصيص ميزانية ضخمة جداً؛ لتبليغ التشيع، وإرسال مبلغين شيعة؛ ولإقامة الفعاليات المذهبية الشيعية، ففي عام 2006م، بلغت قيمة التكاليف 215.620 مليار تومان إيراني، أي ما يعادل 2.3 مليار دولار، حسب ما نشره موقع شيعة نيوز في ذلك العام.

في ظل متغيّرات عدة، فإن إيران لن تتوقف طموحاتها التوسعية على حساب دول الجوار، بل ستعمل جاهدة على تهديد الأمن القومي العربي - في عمومه-، وأمن دول الخليج العربي - على وجه خاص-؛ من أجل تغيير الترتيبات القائمة في المنطقة لصالحها. ولا بأس باستغلال شيعة العرب الذين يعتبرون رأس حربة، وحصان طروادة في هذه المعادلة، والعمل على تسهيل المشروع الإيراني في اقتحام العالمين - العربي والإسلامي-، - وبالتالي- تحقيق سيادة واضحة للفكر الشيعي، وإحياء الأثر الفارسي، والقضاء على الجذور السنية.

drsasq@gmail.com

باحث في السياسة الشرعية

مقالات أخرى للكاتب