Monday 09/06/2014 Issue 15229 الأثنين 11 شعبان 1435 العدد
09-06-2014

فزعة (سياحية)؟!

هو: مرحبا الإخوان من السعودية؟!.

هم: عفواً قلت (إخوان)؟! وش هالتهم إللي تتحذف علينا حتى وحنا في أوروبا - يادافع البلاء-؟!

هو: لا لا فهمتوني خطأ، قصدي أنا سعودي مثلكم، ومالي إلا ربعي (أهل الفزعة)، لأنه ناقص علي قرشين، وتعرفون ميزانية (باريس) تلخبط؟! وعلى بال ما توصلنا الحوالة من الرياض، بتكون التخفيضات طارت ومقاسات الماركات خلّصت من هالسعوديين اللي - متبطحين هنا - وحنا لبعض يعني، والمبلغ اعتبروه سلف، ما بيه صدقة - لا سمح الله - لأنه ما يجوز الصدقة علي وأنا في باريس، فيه بالرياض وصيفها من هو أحق؟!.

هم: للأسف حنا من (جزر المالديف) بس نتكلم شوي عربي، كان ودنا نساعدك!.

تمّلُص السعوديين من بعضهم البعض في الخارج بات ظاهرة، فأول درس يتم تنبيهه لمن يسافر للخارج - للمرة الأولى - انتبه تتعرف على سعوديين؟! ترا ما يجيكم منهم إلا المشاكل ووجع الرأس!.

قديماً كان السعوديون في الخارج (فزّاعة لبعضهم)، لذلك كان أهل النصب في بعض المناطق السياحية العربية، يستغلون وجود سعوديين أو خليجيين، ليختلقوا أمامهم قصة (ضرب وطرد) فقير غلبان - طفل أو امرأة - ومطالبته بمبلغ بسيط، حتى يقوم سياحنا الأشاوس، أو سائحاتنا الماجدات، بدور البطولة بمساعدته ودفع المبلغ عنه، لتسمع دعوات طول العمر (للبرنس والباشا والزعيم واحتمال يتم تنصيبك أمين عام للأمم المتحدة) لأنك دفعت مبلغ لا يتجاوز 50 ريالا سعوديا!.

من طرق الاحتيال الأخرى: شخصيات نسائية ترتدي جزءا من العباءة الخليجية، وتحترف بعض الكلمات على طريقة (ياخوي حنا مقطوعين هنيّا، ومامعنا مصاريف، وأبونا في الشقة، واستر علينا وساعدنا الله يساعدك، نبي نرجع لديرتنا) لتتحرك النخوة، وينطلق العرق الخليجي والسعودي بدفع مبلغ وقدره، لن ندخل في النيات، الغالب أن الطيور طارت بأرزاقها، وبقي الفزاع يُقلب عينيه في السماء!.

قديما كان المرضى والمسؤولون والأثرياء هم من يسافرون لوحدهم إلى أوروبا وأمريكا، وكل من يعود من هناك هو - محط أنظار - الجميع، أما اليوم فمع الظروف المحيطة بالمناطق السياحية العربية، فإن طلب الفزعة يمكن أن يُسمع في لندن وباريس، تماماً كما لو كنت في دبي أو القاهرة!.

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب