Sunday 15/06/2014 Issue 15235 الأحد 17 شعبان 1435 العدد
15-06-2014

مكافحة المخدرات بسواعد امرأة

تتلمس المديرية العامة لمكافحة المخدرات الأخطار المحدقة ببلادنا من جراء تعاطي بعض شبابنا لكل ما يخل بعقولهم، من خلال محاربة المتاجرين بآفة المخدرات ووقف دخولها للمملكة، وقد أولت مؤخراً اهتماماً واسعاً بالمرأة من حيث كونها أمّاً تحمل على عاتقها مسؤولية التربية لجيل مستهدف.

وامتداداً لدور المكافحة فقد عقدت حلقة نقاش تزامناً مع اليوم العالمي لمكافحة الاتجار غير المشروع بالمخدرات بالتعاون مع هيئة حقوق الإنسان وبمشاركة قيادات وخبيرات ومختصات في المجالات الصحية والاجتماعية والإعلامية (تحت شعار الوطن بسواعد امرأة) بهدف تقديم الرأي والمشورة بالرسالة التوعوية الاجتماعية ومضمونها وأساليبها.

ولأن هذا الأمر يشغلني كثيراً، فقد كتبت سابقاً عدة مقالات موجهة لإدارة المكافحة وناشدتها بعدم نشر مقدار المبالغ المتحصلة في حالة بيع المخدرات داخل الوطن، والاكتفاء بكميتها، لأن ذلك من شأنه إغراء الشباب للانخراط بترويج تلك الآفة الخطيرة في ظل ما يُسمى بالبطالة الوهمية.

وإن كانت إدارة المكافحة قد أهملت سابقاً المرأة كناقل ومتداول ومروّج للمخدرات بأنواعها أو متفرج بلا حيلة، فلعلها تلتفت لها وتوليها عنايتها بعيداً عن وهم الخصوصية المزعومة، لا سيما أنه تم القبض مؤخراً على امرأة تحمل في أحشائها كمية هائلة من المخدرات!.. وهذا ناقوس خطر يشير بصراحة إلى أنها قد تكون شريكاً سلبياً للرجل كما أنها شريك إيجابي لبناء الوطن.

وإن كانت إدارة المكافحة تنشط في التوعية عدة أيام في السنة، فإني أرجو أن تهرع كل أيام العام لتجعل من المحاربة قضية وطنية مهمة، فتبرم اتفاقات وشراكات وطيدة مع جميع القطاعات الحكومية وبخاصة وزارتي (التربية والتعليم) و(الصحة) وتُنشئ مستشفيات خاصة بها لعلاج المتعاطين وتأهيلهم اجتماعياً وأسرياً، فالقضية لا تتوقف بالقبض على المروجين فحسب، ولكن تمتد لتشمل علاج الضحايا في مصحات مناسبة تضمن عدم دخول المخدرات لمضاجعهم وتداولها بينهم، وضرورة متابعة أوضاعهم بعد شفائهم.

وإن لم يصدر قرار سيادي من الحكومة يقضي بتجريم تعاطي المخدرات وسد المنافذ الوظيفية لكل متعاطٍ ومنع تزويجه وتمتعه بالحقوق المدنية العامة، فإننا في الواقع نعقد مؤتمرات وندوات وورش عمل نكرر فيها كلاماً دون جدوى!

ومع التقدير لجهود إدارة مكافحة المخدرات، فإن المطلوب منها مضاعفة مجهوداتها والتعاون مع الأسرة في حال شكواها من وجود متعاطٍ داخلها وحماية أفرادها من خطورة وإقامته بينهم كمدمر لكيانها ومهدد لاستقرارها، ناهيك عن كونه فاقداً وطنياً في بلد يحتاج لكل سواعد مواطنيه ومواطناته لبناء مستقبَله.

rogaia143@hotmail.com

Twitter @rogaia_hwoiriny

مقالات أخرى للكاتب