Monday 07/07/2014 Issue 15257 الأثنين 09 رمضان 1435 العدد
07-07-2014

عبثٌ اسمه الزواج العشوائي

سمعت بمصطلح «الزواج العشوائي» من الدكتور توفيق بن عبدالعزيز السويلم رئيس الجمعية الخيرية لرعاية الأسر السعودية في الخارج «أواصر». والمقصود بالزواج العشوائي هو زواج بعض السعوديين من نساء غير سعوديات مقيمات في الخارج، وتكون ثمرته أبناء وبنات قد لا تتوافر لهم الأوراق الثبوتية، ويواجهون عقبات قانونية وظروفاً مادية صعبة وقد لا يتمكنون من الدراسة أو العمل في بلدان أمهاتهم، وذلك لأن «الزواج» يتم في ظروف غير طبيعية.

أما سبب هذه الظاهرة التي تتوزع على أكثر من ثلاثين بلداً، فهو في الغالب عدم جدية الأزواج السعوديين وعدم اهتمامهم بأبنائهم وبناتهم، لأنهم ينظرون إلى هذا النوع من الزواج على أنه رحلة تسلية واستمتاع، أو أنه صفقة مالية بين الزوج والزوجة دون تفكير في العواقب.

ويبدو أن هذه الظاهرة بدأت مع انفجار هجرة الصيف الترويحية الموسمية التي يمارسها بعض السعوديين في الخارج كل عام، والتي جاءت ضمن مظاهر وطقوس الطفرة المالية الأولى في السبعينيات الميلادية من القرن الماضي وتدفق خيرات صندوق التنمية العقارية وغيره من الصناديق في بعض الأيدي التي أساءت استخدام المال والقروض. بعض هؤلاء «المهاجرين الموسميين» لا يكتفون بزيارة المعالم التاريخية والسياحية والاستمتاع بالطقس الجميل والأنشطة الترويحية البريئة في الأماكن التي يسيحون فيها، ولكنهم يضيفون إلى برنامجهم تلك الفقرة الخطيرة التي يسمونها الزواج الصيفي أو السياحي، وهو «الزواج العشوائي» الذي يتحدث عنه الدكتور السويلم.

مشكلة الزواج العشوائي أنه مثل القصف العشوائي لا يعرف القاصف شيئاً عن ضحاياه، فهو يقصف ويمضي لا يلوي على شيء! أما الضحايا فهم وحدهم المسؤولون عما يجرى لهم ويتعين عليهم مواجهة قدرهم ولملمة جراحهم. يمكنهم أن يسعفوا أنفسهم أو أن يواجهوا الموت أو أن يتسولوا المساعدة على أبواب السفارات، فهذه مشكلتهم وحدهم!

جمعية «أواصر» تقوم بجهود مشكورة لجمع شمل هذه الأسر السعودية ومساعدة الضحايا. لكن جهودها تظل محدودة لأن إمكانياتها المالية واللوجستية محدودة، ولأن المشكلة كبيرة جداً وتتطلب أن تتضافر الجهود لمواجهتها من جذورها.

بالتأكيد هناك مجال للتوعية، لكن التوعية وحدها لا تكفي. يجب على الدولة أن تؤدب هؤلاء العابثين لأنهم يظلمون أشخاصاً آخرين ويتسببون في كوارث إنسانية مريعة، ولأنهم أيضاً يسيئون إلى سمعة المواطن السعودي الذي يتم تصويره في الخارج على أنه إنسان عابث شهواني يستغل الظروف المادية السيئة لبعض النساء الفقيرات ويدخل معهن في صفقات مغشوشة ومشبوهة بل ودنيئة أحياناً تحت مسمى «الزواج»!

الزواج العشوائي مشكلة تتضخم، ويجب مواجهتها بحزم، فهي ليست مشكلة شخصية فردية بل مشكلة وطنية تهم الجميع.

alhumaidak@gmail.com

ص.ب 105727 - رمز بريدي 11656 - الرياض **** alawajh@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب