17-09-2014

أسبوع النظافة المفقود

منذ خمسين سنة تقريباً عندما كنت طالباً في المدرسة الثانية بالدمام التي درست فيها بعض من السنوات الدراسية في المرحلة الابتدائية حيث يتم إقامة أسبوع للنظافة كل عام على مستوى مدارس التعليم العام وتشارك فيه بعض الأجهزة الحكومية مثل البلديات ورعاية الشباب والمرور ويتم الإعداد له بشكل جيد من خلال اللوحات الإرشادية والمجسمات التي يقوم بإعدادها الطلاب بإشراف من مدرسي التربية الفنية وتبدأ النظافة في أروقة المدرسة والمرافق التابع لها ومن ثم تنطلق إلى الأحياء والشوارع المجاورة لها فكل مدرسة مسؤولة عن المناطق المحيطة بها ومهام النظافة ليست مقتصرة على الطلاب فالمدرير والمدرسون والهيئة التعليمية حاضرة كفريق واحد وقد أسهمت هذه الأسابيع في بث الوعي بين المواطنين والمقيمين ورسخت في أذهان الطلاب النظافة وأهميتها وأنها عنصر مهم في حياة الإنسان أما هذه الأيام فلأسف الشديد لا نجد اهتماماً من وزارة التربية والتعليم في اسبوع النظافة وأصبح من الماضي ويفترض منها أن تعيد هذا الأسبوع وهو يصب في تحقيق أهداف التربية الوطنية والبيئية وخصوصاً في هذا الوقت الذي تطورت فيه المملكة واتسعت رقعتها العمرانية وزاد عدد السكان وكثرت المواد الاستهلاكية ومخلفاتها التي نتعامل معها في البيت والأسواق التجارية والمطاعم والحدائق والمنتزهات العامة مما جعل النظافة مطلباً للجميع وهي عامل مهم في تخفيض النفقات الباهظة التي تنفقها الدولة والأسر على النظافة فالمدارس والدوائر الحكومية والمساجد والمرافق العامة جند إليها مئات الشركات للقيام بذلك ومعظم الأسر في مجتمعنا السعودي يعتمدون على الخدم للقيام بهذه المهمة مما جعلنا اتكاليين ونتهاون في المحافظة على النظافة حتى في الأمور البسيطة التي لا تحتاج إلى الخدم للقيام بها وهذا كله يرجع لغياب ثقافة الوعي بأهمية النظافة والتي لا يمكن أن تأتي إلا من خلال التربية والتثقيف الإعلامي.

- أمين مكتبة مكتب التربية العربي لدول الخليج سابقاً

مقالات أخرى للكاتب