بيئات دروب الحج
قسمت طرق الحج الجزيرة العربية إلى بيئات استيطانية قبل أن تتحول إلى دول مستقلة وهذه البيئات الاستيطانية جاءت على النحو التالي:
البيئة الأولى: البحرين والأحساء وتمتد شمالاً من وسط الأحساء وحتى درب الحج البصري بالركن الشمالي الشرقي للجزيرة العربية، وحجاجه من الباكستان وبلوش ستان، والبحرين والأحساء يمر عبر الرياض.
البيئة الثانية: البصرة في العراق (شرق العالم الإسلامي) يمتد من البصرة وحتى طريق الكوفة (طريق بغداد) وحجاج هذا الدرب دول شرق العالم الإسلامي إيران وبلاد فارس وبلاد الترك؛ آي أسيا الوسطى جمهوريات روسيا المستقلة، والحقيقة أن دول الشرق تتشارك في طريقي البصرة والكوفة، ويعبر عبر مناطق المملكة: الشرقية والقصيم ثم المدينة المنورة ومكة المكرمة.
البيئة الثالثة: بغداد درب الحج الكوفي ويمتد من طريق البصرة وحتى طريق الحج الكوفي - الطريق السلطاني - حيث يبدأ من بغداد عاصمة الخلافة العباسية حتى الشام وتحديدا مستوطنات وادي الرافدين، ويخدم حجاج العراق وتركيا وما يسمى بآسيا الصغرى، ويمر في السعودية عبر مناطق: الحدود الشمالية وحائل والقصيم ثم مكة المكرمة والمدينة المنورة.
البيئة الرابعة: دمشق يبدأ من دمشق العاصمة الأموية حتى غزة ويجمع العديد من مستوطنات الهلال الخصيب، ويخدم حجاج الشام: لبنان وسورية والأردن ويمر بمناطق: الجوف وتبوك والمدينة المنورة ومكة المكرمة.
البيئة الخامسة: طريق غزة الساحلي يبدأ من غرب دمشق وحتى غزة، يخدم حجاج فلسطين والبحر الأبيض المتوسط، ويمر عبر ساحل البحر الأحمر، ويخترق مناطق المملكة: تبوك والمدينة المنورة ومكة المكرمة.
البيئة السادسة: مصر والشمال الإفريقي والمغرب العربي يبدأ من غرب غزة حتى مصر وليبيا ويخدم حجاج الشمال الإفريقي والمغرب العربي وإسبانيا، يعبر مناطق: تبوك والمدينة ومكة.
البيئة السابعة: البحر الأحمر، ويمتد من أعالي السويس والعقبة قبل وبعد حفر قناة السويس وحتى مضيق باب المندب في اليمن، وميناء هذا الممر البحري جدة ويخدم شرقي إفريقيا.
البيئة الثامنة: اليمن يبدأ من البحر الأحمر غربا وحتى صنعاء شرقا، ويخدم حجاج شمال اليمن، ويمر عبر مناطق المملكة من عسير والباحة ومكة المكرمة.
البيئة التاسعة: بحر العرب، ويخدم حجاج جنوب اليمن والقرن الإفريقي.
البيئة العاشرة: نجران ومنطقة الربع الخالي من جنوب اليمن وحتى الإحساء ويخدم حجاج عمان وبحر العرب والمحيط الهندي.
هذه الطرق التي تؤدي إلى الديار المقدسة شكلت الاستيطان في الجزيرة العربية من الشام والعراق شمالا وحتى اليمن وبحر العرب جنوبا، كما أنها شكلت الاستيطان بالمملكة العربية السعودية حيث تحولت محطات قوافل الحج إلى مدن استيطانية حديثة بعضها مليونية والبعض الآخر تجاوز المليونية، وهي بالأساس محطات قوافل الحج والتجارة في العهد القديم.
