08-10-2014

الاستثمار الإعلامي للحج

نتمتع بمكانة لا تتوفر لباقي الدول، هي المكانة الدينية التي خص الله بها بلادنا بالمدينتين المقدستين والسجل التاريخي الأول للصحابة رضي الله عنهم، حيث عاشوا زمن الرسول عليه أفضل الصلاة وتشكل التاريخ السياسي والحضاري للدولة الإسلامية، لكننا لم نستثمر هذا إعلامياً كما يجب، ففي مثل هذه الأيام من كل عام - شهر ذي الحجة - تتجه أنظار العالم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة ويصل إليها حوالي (2) مليون نسمة من حجاج الخارج وأكثر من هذا الرقم من المعتمرين والزوار، لكن لا توجه لهم مادة إعلامية تبرز الجهود المبذولة لتطوير المشاعر:

عمارة الحرمين الشريفين من بناء جديد وتوسعة وإعادة ترميم.

التطور الذي طرأ على وسائل المواصلات من قطارات وطرق برية ومطارات.

الرعاية الصحية للحجاج المجانية التي تقدمها وزارة الصحة دون الحاجة لتأمين طبي أو التفريق بين الحجاج حجاج الداخل والخارج.

المشروعات المساندة من خدمات بلدية ومرافق عامة واجتماعية ومعيشية مجانية.

وهذا لا يعني استعراضاً إعلامياً أو تسويقاً، وإنما ذكر الحقائق لمواجهة الحملات الإعلامية المضادة والمضللة، والتي تستهدف جهود المملكة ومحاولة الإنقاص من دورها في تقديم خدماتها للحجاج . لدينا حقائق لكن تحتاج إلى العرض الإعلامي الذي مازال ينقل حركة الحجيج في المشاعر بثقافة ومهنية الأمس، فالصورة لم تتغير في جبل عرفات مشاهد للحجيج على الجبل أي، نفس الصورة التي تقدم قبل نصف قرن، رغم التغيرات التي طرأت على مشهد عرفات ومزدلفة ومنى،كذلك المشهد داخل الحرمين قد تغير بالكامل من حيث العمارة والطراز المعماري وزيادة المساحة ومشروعات توسعة المسعى والطواف، لكن مازالت المادة الإعلامية من صور وأفلام وثائقية وإخبارية لدى تلفزيونات العالم تقريباً مادة قديمة، وبخاصة الأفلام الوثائقية وعرض البانوراما للتطورات الحديثة.

لماذا لا يخصص للمشاعر المقدسة والحرمين الشريفين، جهاز إعلامي خاص بهما يتولى إصدار الأفلام الوثائقية عن مشروعات الأماكن المقدسة، ويتواصل مع المحطات العالمية ووكالات الأنباء ووسائل الإعلام الجديد الذي يحصل على مادته الإعلامية عبر أجهزة الجوال والجهود الشخصية، وهي بالمناسبة أكثر انتشاراً من أي وسيلة أخرى، هذا الأسلوب من العرض المنخفض مهنياً لا يخدم جهود المملكة المالية والإعلامية وسمعتها الدولية.

عدم الاهتمام بهذا الجانب يفوّت علينا فرصة عرض أنفسنا أمام العالم، وتقديم جهود دولتنا التي خصصت ميزانيات مالية ضخمة على مدى سنوات طويلة، وجاء بعضها على حساب مشروعات تنموية، حيث تم تأجيل العديد من مشروعات التنمية حتى يتم تنفيذ الأعمال العمرانية للحرمين من توسعة وتطوير للخدمات، لذا نحن بحاجة لإيصال رسالتنا الإعلامية والحضارية للآخرين بالصور والأرقام والمنجز الذي تحقق لخدمة ضيوف الرحمن.

مقالات أخرى للكاتب