09-10-2014

إنسانية رجال الأمن في الحج

كلمة أو عبارة أو حتى مقالة لا تكفي بحق رجال الأمن أبناء الوطن المخلصين وجهودهم المنظورة في موسم الحج. بالرغم من أن جميع العقلاء والمنصفين يدركون حجم جهود الدولة الجبارة في موسم الحج، وما يقدم للحجاج من خدمات تيسر لهم أداء المناسك في أجواء مريحة مفعمة بالروحانية إلا أن اللافت هو التعامل الإنساني من رجال الأمن، ومبادراتهم لمساعدة من يحتاج من الحجاج خاصة كبار السن والأطفال. شاهد العالم عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى صورًا لا تحتاج لشرح أو تفسير أو تحليل، إذ تنطق بالمضمون دون مبالغة. رجل أمن يحتضن طفلة لساعات ولشعور الطفلة بالأمان غطت في نوم عميق، وكتب أحد المغردين تعليقًا جميلاً على الصورة بهذا النص «أمنت فنامت»، ولعل هذه الصورة لهذا الجندي الإنسان أكثر الصور تداولاً بين الناس وأعظمها وقعاً وتأثيراً لما تضمنت من أبعاد إنسانية عظيمة. من الصور الناطقة بمعاني الإنسانية صورة رجل الأمن وهو يرش الماء البارد على الحجاج لتلطيف الأجواء الحارة. تجلت إنسانية رجال الأمن في المشاعر المقدسة بأسمى معانيها ولعل استعراض مزيد من الصور يدعونا لنفخر بأولئك الرجال المخلصين. أكثر من صورة تحكي معاني الإنسانية لمواطني هذا البلد الطاهر. ليس مستغرباً من إنسان هذه الأرض تلك الأعمال الجليلة من تضحية وإيثار وإخلاص لأداء الواجب في هذه الأيام المباركة طلباً للأجر والثواب.

تقديراً لإنسانية رجال الأمن في موسم الحج وضع المغردون في تويتر وسم «هشتاق» بعنوان «شكراً - جنودنا - في -الحج» اشتمل على عبارات الثناء على جهودهم وتفانيهم واحتسابهم وصوراً متنوعة لمبادراتهم النابعة من حسهم الإنساني وأخلاقياتهم الأصيلة. من تلك الصور الكثيرة رجل أمن يدفع الكرسي المتحرك لأحد كبار السن بعد أن توقف عن السير وسط الحشود الغفيرة، ورجل أمن آخر يحمل حاجاً عند الجمرات كي يتمكن من الرمي، وصورة معبرة لرجل أمن يساعد حاجاً في النهوض بعد أن أسقطه التعب وجسمه الثقيل فلم يعد يقوى على الحركة، ورجل أمن جزاه الله خيراًَ يقوم بمساعدة أحد الحجاج للنزول من فوق أحد الحواجز العالية رغم خطورة الموقع، وصورة معبرة لرجال أمن الحرم المكي يساعدون حاجاً من ذوي الاحتياجات الخاصة كي يقبل الحجر الأسود. الأمر الذي تفرد به رجال الأمن فهمهم لمبادئ الحج وإرشادهم للحجاج فهذا رجل أمن عندما سمع أحد السيدات تشتم عند مرمى الجمرات قال لها ما يجوز هداك الله.

رجال الأمن في الحج بإنسانيتهم غير المصطنعة والنابعة من أخلاقياتهم وتربيتهم أجبروا الجميع على الإشادة بهم سواء من الداخل أو الخارج. يقول الكاتب الصحفي الجزائري أنور مالك في تغريدة عرفان منه، «ما رأيته من رجال أمن السعودية في الحج جعلني أراجع نظرتي الشمولية حول المؤسسات الأمنية العربية فقد كانوا قمة بالتفاني وحسن الخلق».

إذا كنا نقدر رجال أمننا في الحج ونشكر لهم تعاملهم الراقي في كافة قطاعات الأمن من شرطة ومرور ودفاع مدني فإننا لا يمكن أن نغفل الدور الجبار لوزارة الداخلية بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف وحسن التخطيط والتنظيم والتدريب والتنفيذ وبالتأكيد سيكون لهؤلاء الرجال التكريم اللائق بهم من ولاة الأمر وفقهم

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب