12-10-2014

مجاملة وائل كفوري لـ«mbc»

بينما طار الركبان بالإشكال الذي حدث في المؤتمر الصحفي لإطلاق النسخة الثالثة من برنامج «Arab Idol»، لفت انتباهي إجابة للفنان اللبناني وائل كفوري مادحاً المتسابقين في هذا الموسم، وأنهم سيتغلبون على 85% من الأصوات الموجودة في الساحة الغنائية الحالية.

حسناً، لنترك الـ85% من الذين يجب عليهم وضع أيديهم على قلوبهم من الخوف (بحسب وائل)، ولنركز على الفرقة الناجية منهم والذين لا تتجاوز نسبتهم 15% .

فوائل كفوري ترك الباب مفتوحاً للنقاش، وليته قال بعضهم أو أغلبهم أو نحو ذلك، بل جعلنا نتكهن بأن الأصوات المشاركة في «Arab Idol» لهذا الموسم يشكِّلون بموهبتهم الصوتية الخطر على كل من يغني في الوطن العربي من الخليج وحتى أقصى المغرب.

وبهذا، فإن فيروز ومحمد عبده وملحم بركات وصباح وميادة الحناوي ووليد توفيق وراشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر وعبدالكريم عبدالقادر وهاني شاكر وعمرو دياب وصباح فخري ونوال الكويتية، وكبيرهم وحتى أصغر فنان معرضين للخطر، بمن في ذلك لجنة التحكيم نفسها.

هذه مبالغة من وائل كفوري تحتمل عدة معان، فإما أنه يرى ويسمع ما لا نراه ولا نسمعه في هذه الأصوات المشاركة (وهي بالمناسبة تُعتبر الأضعف مقارنة بالموسمين السابقين)، أو أنه أراد أن يقدم لمجموعة mbc عربون (شكر) على اختياره في لجنة التحكيم، بعد فشل تجربته في (إكس فاكتور)، أو أراد تجربة تحريك المياه الراكدة لخلق حالة من الأخذ والرد والنقاش في هذا الأمر.

أعتقد، والله أعلم أن الاعتقاد الثاني هو الأصوب، وهو تقديم شكر لـmbc على اختياره في هذا الموسم، لكنه بهذا الشيء بالغ كثيراً وكثيراً جداً، وأكتب هذا المقال لأنني أعرف أن وائل (يعي) ما يقول ولم يرم بهذه الحجرة الكبيرة في مياه الساحة اعتباطاً.

العبرة بالخواتيم، ولست هنا في معرض الدفاع عن أي فنان حالياً، بل أتمنى لكل المواهب المشاركة هنا، أو في أي مكان آخر النجاح حتى تتجدد الدماء في عروق الساحة الغنائية العربية التي بدأت الشيخوخة تصل إليها.

مشكلة الفنان العربي أن لديه (فوقية) عجيبة على زملائه وعلى الآخرين، وبعضهم ينتهز أقرب فرصة لإلغاء الآخرين، وكأن كلامه بات حقيقة لا يمكن نقاشها، وأنه يعرف ما لا نعرفه.

الحقيقة أن كل المتسابقين في «Arab Idol» لهذا الموسم لن يشكِّلوا أي رقم لافت عدا صوتين أو ثلاثة كأكثر تقدير، أما البقية فسينتظرهم عالمهم السابق للعودة إليه، أو بعض المحاولات التي لن تجدي نفعاً ولن يلحظها أحد.

m.alqahtani@al-jazirah.com.sa

twitter: @mohadqahtani

مقالات أخرى للكاتب