13-10-2014

التعليم في روحه الجديدة

يبدأ هذا العام الدراسي بمنحنى إيجابي جديد وطموح تلوح بوادره في أفق التعليم ومؤشرات بانت ملامحها العامة:

أولاً: كلمة الملك عبدالله يحفظه الله يوم الأحد قبل الماضي في مشعر منى بمكة المكرمة أثناء استقبال وفود الحجيج حيث قالها نيابة عنه ولي العهد الأمير سلمان وبشفافية عالية مخاطبا العالم الإسلامي عامة والمجتمع السعودي خاصة: (على المعلمين والمربين في مدارسهم أن يهيئوا أبناءهم الطلبة لخوض حياة تقبل الآخر تحاوره وتناقشه وتجادله بالتي هي أحسن، فالمنهج الدراسي بيئة مناسبة لتعويد الطالب على التحاور، وتعويده على أن الخلاف مهما كان يحل بالنقاش والحوار). وهذا توجيه من الملك بالعناية بالمدارس لبناء المجتمع، وان المدارس هي المحتوى الأول لتشكيل ثقافة قبول الآخر وحل المشكلات بالحوار, فالمنطقة مشتعلة وليست بحاجة لمزيد من الاحتراق.

ثانيا: نشهد هذه الأيام البداية الفعلية في تطبيق مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي أعلن عام 1428هـ رصد له حينها (9) مليارات ريال وشهد بعض التطبيقات في بعض برامجه زمن د.عبدالله العبيد وزير التعليم السابق الذي تبنى المشروع وأعلن بدايته، ثم توقف المشروع حتى جاءت أوامر الملك عبدالله هذا العام برصد (80) مليار ريال للصرف عليه، واليوم يتولى الأمير خالد الفيصل زمام تنفيذ هذا المشروع الضخم مع بداية هذا الفصل الدراسي الحالي بعد أن قرأ الأمير خالد الوزارة خلال الأشهر الماضية القراءة الصحيحة.

ثالثا: التشكيلات الإدارية والهيكلية الجديدة التي أحدثها الوزير الفيصل شملت قمة هرم القيادة التنفيذية والاستشارية بالوزارة إدخال قوى جديدة من القيادات التي تتميز بالخبرة والنجاح في الأعمال التي اشرفا عليها وهما: الدكتور المهندس عبدالعزيز الخضيري، والدكتور سعد مارق.

هذه عناصر فاعلة التي أشرت إليها, توجيه الملك بالعناية بالتعليم بصفته ضابطا لحركة المجتمع وتشكله، وإصرار الوزير الفيصل على تنفيذ مشروع تطوير كما جاء في بنيته الأولى التي تكثف البرامج والصرف المالي على الطالب والمعلم والمناهج والبيئة المدرسية، وهي المحاور الأساسية لتطوير التعليم, والعنصر الثالث دخول قيادات جديدة ناجحة وبعيدة عن تعقيدات وتداخلات قضايا التعليم، قد يكون هذا الدور الإيجابي الذي يعمل على زحزحة الوزارة من ركودها وتجذر مشكلاتها التي أصبحت سمة وعنوانا لوزارة التربية والتعليم.

مقالات أخرى للكاتب