كيف تحوّل شركتك (تدريجيّاً) إلى شركة مختلفة

بقلم - هيرمان فانترابن ودانييل دينيف:

صدر عدد من العناوين المثيرة عن عمليات بيع وتقسيم شركاتمن بينها «إتش بي» (التي حوّلت قسمي الكومبيوترات والطابعات فيها إلى شركتين منفصلتين)، و»جنرال إلكتريك» (التي باعت قسم الأدوات المنزليّة لديها لمجموعة «إلكترولوكس»)، و»رويال فيليبس» (التي تمّ تقسيمها إلى شركتين مستقلّتين هما «لايتينغ» و»هيلثتيك»)، ليُسلَّط الضوء مجدداً على ظاهرة «التحوّل الجذري»، وعلى ما قد تفعله إحدى الشركات لتغيير تركيبة محفظة أعمالها إخضاع نشاطاتها لتحوّلات جذريّة، باللجوء إلى بيع الأصول وشرائها باستمرار.

ما الذي يضمن نجاح تحوّل من هذا النوع؟ للإجابة عن هذا السؤال، حلّلنا عدداً من التحوّلات الجذريّة، وأجرينا حوارات مع الرؤساء التنفيذيين الذين أقدموا عليها، واستنتجنا خمسة عناصر أساسيّة للنجاح:

1. امنح عمليّة التحوّل الوقت اللازم وثابر في جهودك: يتطلّب تحويل جذريّ للعمليّات سنوات عديدة، إن لم نقل عقداً من الزمن، علماً بأنّ هذا النوع من التحوّلات يستنفد موارد ماليّة وبشريّة على حدّ سواء. والشركة طبعاً بحاجة إلى قدرة ماليّة للقيام بعمليات الشراء اللازمة، إلى جانب استثمارها لرؤوس الأموال في إطار أعمالها الجارية. ويتطلّب الأمر أيضاً إدارة للوقت، وتعبئة لجميع الأقسام، بما يشمل أقسام الشركات التي تم الاستحواذ عليها، في سبيل إنجاحعمليّة التحويل. ثانياً، يُعتبَر الصبر ضرورياً لرصد فرص الشراء والبيع التي تسمح باستحداث القيمة. وثالثاً، قد تودّ بعض المجموعات المعنيّة التماسأدلّة فعلّة عن التأثيرات الإيجابيّة لإحدى الخطوات، قبل الموافقة على المضيّ قدماً في طريق معيّنة.

2. كن واضحاً بشأن الوجهة المستهدَفة، ولكن أيضاًمرناً بشأن المسار الذي ستسلكه. من الضروري أن يكون الفريق التنفيذي واضحاً ومصرّاً على الرؤية المستقبليّة للشركة وعلى المنطق الذي تقوم عليه، مع الإشارة إلى أنّ المسار الفعلي لبلوغ الأهداف المرجوّة يكون مليئاً بالمفاجآت. وما يهمّ هو استحداث خيارات وتطبيقها مع ظهور الفرص المناسبة لذلك.

3. اقبل بعمليّة استحواذ كبرى في حال صادفتها: يُعتبَر الاستحواذ جزءاً من عمليّة التحوّل التي قد تحظى بزخم فعليّ إن أقدمت على عمليّة استحواذ كبرى ترمز إلى رؤية الشركة وتسمح بالارتقاء بمقامها. وعلى سبيل المثال، سمح استحواذ «يوميكور» على «بي أم جي» في العام 2003 بزيادة عائداتها بنسبة 50 في المئة. ولا شكّ في أن استيعاب عمليات استحواذ كهذه واستعادة القدرة المالية للشركة يحتاجان إلى الوقت، وهو أمر غالباً ما ينتج عنه نمط تحوّل يتّسم بمرحلة استقرار تلي فترة من تسارُع الأحداث.

4. فليكن تواصلك مع الآخرين متماسكاً وشفّافاً. يُعتبَر الإيصال الواضح للرؤية والمنطق الكامن خلفها بالغ الأهمية لضمان التزام الجميع، بغضّ النظر عما إذا كانوا موظّفين أو محلّلين خارجيين. وما يهم بشكل خاص هو المدراء وموظفو الشركات المنوي بيعها. ويُعتبر التواصل الصريح حول نيّة الشركة ضرورياً للحفاظ على حماستها ومنع تدمير قيمتها. أما الرسالة، فهي أن بيع الشركة يُفترض أن يأتي بالفائدة لهذه الأخيرة.

5. حافظ على أداء الشركة القائمة على المدى القصير: في حين أن صفقات الدمج والاستحواذ تستقطب انتباه الإدارة العليا إلى حدّ كبير، وتحظى باهتمام هائل من المحلّلين الماليين وصحافة الأعمال، سيكون الأداء التشغيلي للشركة هو العنصر المحدّد لنجاح عمليّة التحوّل أو فشلها في نهاية المطاف. وإن تراجع الأداء على المدى القريب، زادت الضغوط، وتساءل أصحاب الشأن حول جدوى هذا التحوّل على المدى البعيد و/أو حول قدرته على الاستمرار.

إن كنت تريد تحويل الأعمال الأساسيّة في شركتك، سيجديك نفعاً إنأظهرتَ تماسكاً ورؤية محدّدة، وجرأة، وشفافية، وتوجّهاً نحو النتائج.

- هيرمان فانترابن/ هو مدير إداري لشركة «أكورديون» للاستشارات الاستراتيجية في بروكسيل.

- دانييل دينيف/ هو خبير استشارات استراتيجية وأستاذ استراتيجية واقتصاد إداري في كلية هولت الدولية للأعمال.

موضوعات أخرى