07-11-2014

لا لسفك الدماء

ساهمت ممارسات بعض المحسوبين على الإسلام بإيجاد أناس لايؤمنون الا بالقتل والتجني على الآخرين وسفك الدماء وسلب الأموال وهتك الحرمات وزعزعة الأمن في أوطان كان أهلها يريدون العيش الكريم السليم من المنغصات؟ لقد ساهمت أعمالهم السلبية والمشوهة بتكريس مفهوم ان هناك الكثير من الأشياء التي لها علاقة بالتدمير والتخريب والإرهاب مرتبطة بهذا الدين الذي هو في حقيقة الأمر براء من كل هذه الشرور لأنه دين رحمة ومحبة وسلام وتسامح.

نحن ندرك أن اعداء الإسلام من أهم استراتيجياتهم وأد الاسلام وتجريده من أبعاده الانسانية والفكرية والاخلاقية والعلمية والثقافية وعندما ندرك ان أهدافهم لها مايبررها بحكم ان الصراع الفكري والمذهبي والديني صفة ملازمة لحركة الإنسان والتاريخ منذ بدايتها؟

وعندما نسلم بذلك ولا نستغربه على أعداء الدين الحنيف مع وجوب أخذ كل الاحتياطات اللازمة لحماية عقيدتنا وقيمنا، فإن الذي لايقره العقل ولا الدين ولا الفطرة ولا جماعة علماء الإسلام المتقدمين والمتأخرين هو التساهل في القتل وسفك الدماء والتعدي على الحرمات والممتلكات، لأن ذلك الجرم يتنافى مع قيم الإسلام والنصوص القرآنية والنصوص النبوية لأن الأصل في وجود الإسلام وقيامه البناء لا الهدم والتكامل لا التناقص، الإحياء لا القتل حفظ الأرواح لاهتكها.

حرمة الدماء لاسفكها حرمة الأعراض لا انتهاكها إقامة العدل وتحقير الظلم؟

ألم يعلم من يطلقون النار على الغافلين ويروعون الآمنين ويسفكون دماء الابرياء من الأطفال والنساء والشيوخ، إن الدين الحنيف لم يشرع التعدي على الآخرين؟

وأنه احتاط في الدماء وجعل إزهاق الروح الواحدة كإزهاق البشر جميعا؟

ألم يتعظ هؤلاء القتلة بحرمة الزمان والمكان؟ ألم يتعظوا بما قاله سيد البشرية محمد- صلى الله عليه وآله وسلم- في فتح مكة عندما قال أحد اصحابه (اليوم يوم الملحمة) فأخذ نبينا منه الراية وقال (اليوم يوم المرحمة).

ألم يتعظ هؤلاء بنعمة الامن، أولم يشاهدوا مايحدث في بلدان مجاورة حُرم أهلها من أبسط حقوقهم الإنسانية والعيش بكرامة؟ اذا كان هؤلاء يتعمدون شق الصفوف وزعزعة الأمن والدخول في جر الوطن إلى فتنة مذهبية وطائفية فإنهم يرتكبون حماقة لأن هذه البلاد وأهلها وعلى مختلف مستوياتهم لاينظرون إلى الزوايا المظلمة ولا يلهثون خلف سراب الفتن لأن وعيهم وإدراكهم وإيمانهم بأن وحدتهم هي الأهم وهي التي تحقق لهم كل مايصبون اليه من عز ورفعة وتقدم وتلاحم ومحبة نعم إنه مجتمع مسلم سعودي لايقر الظلم ويرفض سفك الدماء.

مقالات أخرى للكاتب