14-11-2014

الأحساء واحة لأحبة الوطن

على عكس ما خطط أعداء الوطن.. وعلى عكس توقعات الحاقدين وطموحاتهم، كانت الأحساء بلد النخلات الباسقة والينابيع الطاهرة والمواطنين الصالحين والمثقفين الواعين كعهدنا بكل أبناء المملكة وأصحاب الريشة والقلم والإبداع، هي الواحة التي استظل بنخلاتها كل القادمين من أرجاء مملكتنا الغالية الذين قدموا لتشييع ضحايا الدالوة الذين قتلوا في الحادث الإرهابي وعزاء ذويهم في مشهد جماعي مهيب إن دلَّ فإنه مرآة لنوايا هذه الأرض الطيبة ومن عليها، حيث كانت اللحمة الوطنية والوطن في المقام الأول بعيداً عن المذاهب والطوائف والتوجهات الفكرية.

النخلات الباسقة انحنت تظلّل الأرض ومن عليها، والغيمات دنت من الأرض تمايس الظلال، ونبض رجل واحد كاد ليكون لعشرات الآلاف ممن اجتمعوا من كل الجهات لتتكلم هذه الأرض بأنها التي حماها الله وجعلها آمنة محرّم دمها بإذنه.

هل يمكن أن يغيب ذلك المشهد الأخوي وأبناء المملكة من كل مكان قدموا، جنوبها وشمالها.. شرقها وغربها.. نساؤها ورجالها على قلب رجل واحد لا يهمهم سوى تكميد الألم ودفن مكيدة الكائدين في وكرها؟

هل يمكن أن يغيب ذلك المشهد الذي هو أنموذج للحمة الوطنية وأهل الأحساء ومكلومو الدالوة يجتمعون حول صاحب السمو الملكي وزير الداخلية محمد بن نايف حين قدم ينقل تعازي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني لأهل الدالوة يرافقه الأمير الإنسان نائب أمير المنطقة الشرقية جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد الذي عيّن وقت كتابة هذا المقال بأمر ملكي أميراً لمنطقة نجران.

الأحساء أصرت أن تكون يداً واحدة تخنق كل من حاول زعزعة أمن واستقرار هذا الوطن وإثارة الفوضى والفساد والفرقة فيه، الأحساء أبت إلا أن ترسم بريشة أهلها ومواطنيها ملحمة حب وتسامح سيخلدها تاريخ المنطقة التي تعانقت فيها أنفاس الأحبة من كل مكان تطغى على الأصوات العابثة الآثمة والأرواح الشريرة التي اختنقت في مهدها.

المنطقة الشرقية وكل مناطقها التفت حول أميرها المحبوب سعود بن نايف تضمد الجراح وتشيّع الراحلين وتواسي المكلومين وتمسح دمعة ألم وتضمد جرحاً غائراً افتعله المريدون شراً.

بوركت مدينة النخيل، قبلة القلب، موطن المحبة ومرآة اللحمة الوطنية، ورحم الله الراحلين.

maysoonabubaker@yahoo.com

Mayabubaker@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب