27-11-2014

جرس الخطر.. مركز الحوار الوطني وأخاديد الطائفية!

تورط تنظيم داعش الإرهابي وظهور تشابك أصابعه في جريمة الدالوة الآثمة يكشف أن وعي هذه التنظيمات بالبعد الطائفي كبير واستهدافهم للمملكة العربية السعودية كرمز إسلامي قادر على تجاوز محيط المنطقة الساخن ذو دلالة كبيرة. فالتنظيم الذي يحاول تقديم نفسه كدولة متماسكة يدرك اليوم أن حجم التحالف الدولي والشعبي ضده يتزايد ويضيق الخناق على مفاصل حركته، ولا سبيل لمواجهة ذلك إلا بالعبث بالورقة الطائفية وزرع الشقاق الذي ينفذ من خلاله ويعزز حواضنه!

* * * *

المعالجة الأمنية السريعة والمباغتة، والوعي الوطني الذي ترجمه المواطنون والمواطنات مدعوما بمواقف رجال الدين من الطائفتين، كان رسالة واضحة للدواعش أن مستوى الترابط والإيمان بالمشترك الوطني قادر على أن يحول كل مؤامرة الى موقف يبدد أوهام المتربصين!

* * * *

جريمة الدالوة يجب ألا ينظر إليها كجريمة جنائية فقط، لأنها تحمل في رحمها رؤية أحادية لشروط المواطنة والوجود، فالطائفية تعيد صياغة ذلك كله بعيدا عن معادلة الوحدة لتشرعن للانقسام وتؤكد ضرورة فرضه كحل وهو ما لا يدركه الناعقون بعيدا عن سرب الوحدة الوطنية والسلم الأهلي!

* * * *

التشريعات والقوانين ضد الطائفية وما يقرب إليها من قول أو عمل باتت أولوية وطنية في هذه المرحلة والنشء الجديد لا بد أن ينمو ويكبر في بيئة تعزز قناعة الوحدة الوطنية داخلها وتحميها من الاعتداء والتآكل، ليست هذه دعوة للقفز على الواقع أو المثالية بتجاهل الفروقات والاختلافات بين المذاهب بقدر ماهي إدراك لحقيقة أن خطاب القتل والتحريض حين يتلبس لبوس الدين والتقى يشق طريق دم يقضي على الأخضر واليابس في الوطن، ويحول الجبهة الداخلية من صف مواطنة للدفاع عن الأرض إلى أخاديد انشقاق وتباين لا سبيل لرأب صدعها بأي قوة وأي ثمن!

* * * *

أخيراً، أتساءل عن دور مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني... فهل ينظر المركز لقضية الطائفية على أنها مجرد جلسة حوار أو لقاء عابر أو ندوات معدودة تنتهي بانتهاء موعدها؟ وهل ما يزال المركز بعيدا عن سماع جرس الخطر بأهمية صياغة برامج لها صفة الديمومة والمتابعة والتطوير لمواجهة دخان الطائفية الذي يتصاعد من الطرفين، وهل يعجز القائمون على المركز عن صياغة ودعم مبادرات تحقق شروط تأمين السلم الأهلي وحمايته بدلا من أن تكون جهوده كسيارة إطفاء تواجه حدثا أو أحداثا ثم لا تلبث أن تغادره!

عبر تويتر: fahadalajlan@

مقالات أخرى للكاتب