في أول زيارة خارجية له خلال ولايته الثانية بدأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جولة في الشرق الأوسط استهلها بالمملكة العربية السعودية نظراً لثقل ومكانة السعودية الإقليمية والدولية وتحمل هذه الزيارة أبعاداً استراتيجية واقتصادية وأمنية مهمة تهدف في مجملها إلى تعزيز الشراكة بين واشنطن والرياض في ظل التحديات الإقليمية والدولية الراهنة.
ودلالات اختيار السعودية كأول وجهة خارجية للرئيس الأميركي دونالد ترامب تشير إلى عوامل عدة منها التركيز على الاقتصاد والتكنولوجيا؛ حيث شهدت هذه الزيارة توقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة يُنذر تنفيذها بإحداث نقلة نوعية سعودية داخلية وخارجية وثاني هذه العوامل الترحيب بمشاركة قادة الأعمال العالميين وتجلّى ذلك في مرافقة عدد من كبار رجال الأعمال الأمريكيين لترامب في هذه الزيارة مما يعكس أهمية التركيز على تعزيز التعاون السعودي الأمريكي في العديد من المجالات من بينها المجال الاقتصادي.
أما النتائج الأولية لهذه الزيارة فهي تتلخص في التالي:
أولاً توقيع صفقة دفاعية ضخمة تشمل توريد معدات وخدمات عسكرية أمريكية متقدمة مما يعزز القدرات الدفاعية السعودية وثانياً العمل على تعزيز التعاون في مجالات الطاقة والطيران فلقد شملت الاتفاقيات المبرمة استثمارات متنوعة في هذه المجالات وثالثاً الاتفاق على ضرورة إعادة إحياء مبادرات السلام وهو ما ظهر في خطاب ترامب بشكل واضح حين أعلن عن رغبته في تجديد الاتفاق النووي مع إيران ودعم مبادرات السلام في المنطقة.
ولكن أبرز نتائج هذه الزيارة بالنسبة للسوريين على وجه الخصوص تجلّى في إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رفع كافة العقوبات الأميركية التي كانت مفروضة على سوريا بطلب مباشر من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وهذا إنجاز تاريخي كان السوريون يتوقون إليه وينتظرونه بلهفة.
ختاماً، ورغم وجود بعض التحديات إلا أن زيارة ترامب للسعودية كما أسلفت تُعد خطوة استراتيجية مهمة في مجال تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين من جانب ومن جانب آخر تشجيع التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بينهما بالإضافة إلى دعم الاستقرار الإقليمي من خلال متابعة حثيثة لضمان تنفيذ الاتفاقيات وتحقيق الأهداف المشتركة.
** **
- أحمد بني قيس