بريدة - خاص بـ"الجزيرة":
أكد الدكتور عبدالله بن علي الجعيثن، الداعية وأستاذ الحديث بجامعة القصيم سابقاً، أن حق الوالدين عظيم قرنه الله سبحانه وتعالى بحقه وتضافرت نصوص الكتاب والسنة في الترغيب في برّهما وبيان حقهما والترهيب من عقوقهما، مشددا على أن وجود الوالدين أوأحدهما فرصة فاغتنمها.
قال ابن عباس: إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة. رواه البخاري في الأدب المفرد وصححه الألباني.
وقال الإمام أحمد: برّ الوالدين كفارة الكبائر، وكذا ذكر ابن عبد البر عن مكحول.
وأبان د. عبدالله الجعيثن أن من صور برالوالدين المغفول عنها أن يتّصف الولدُ بالوصف الذي يحبه الوالدان (سواء في حياتهما أو بعد مماتهما): في أمور الدين: تديّنا واستقامة، أخلاقا وسلوكا، صِلَةً وبرّا، وفي أمور الدنيا من حيث الجدّ في طلب العيش والاستغناء عن الناس والتماس الزوجة الصالحة والولد الصالح.
وشدد د. عبدالله الجعيثن على أن من أعظم صور البر بالوالدين: الإكثار من الدعاء لهما ولا سيما عند انقطاع أعمالهما بوفاتهما، فتكون سببا في مغفرة ذنوبهما وارتفاع درجاتهما في الجنان.
قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيَرْفَعُ الدَّرَجَةَ لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ فِي الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: يَا رَبِّ، أَنِّي لِي هَذِهِ؟ فَيَقُولُ:بِاسْتِغْفَارِ وَلَدِكَ لَكَ». رواه أحمد، وقال ابن كثير: إسناده صحيح.
وفي موطأ مالك أَنَّ سَعِيدَ بْنَ المُسَيِّبِ كَانَ يَقُولُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُرْفَعُ بِدُعَاءِ وَلَدِهِ مِنْ بَعْدِهِ، وَقَالَ بِيَدَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ فرَفَعَهُمَا، وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».