وما المالُ والأَهْلُون إلاَّ وَدائِعُ
وَلا بُدَّ يَوْماً أنْ تُرَدَّ الوَدائِعُ
لا شك أن فقد ورحيل أحد الأبناء المفاجئ مؤلم وموجع للقلب ويدك هضاب النفس وتبقى آثاره مدى الأيام، وذلك كرحيل الابن الشاب عبدالله بن عبدالرحمن الخريف نجل ابني الأستاذ عبدالرحمن -أبو عبدالعزيز- إثر سكتة قلبية، وذلك يوم الخميس 6-2-1447هـ وقد تمت الصلاة عليه بعد صلاة المغرب في جامع عبدلله المهيني شمال الرياض، ثم ووُرِيَ الثرى في مقبرة الشمال في أجواء حزن وأسى على رحيله، وقد أدى الصلاة عليه جموع غفيرة من الأقارب والمعارف والمحبين جزاهم الله خيراً.
وقد بدا الحزن الكبير واضحاً على ابني عبدالرحمن -أبو عبدالعزيز-، وهو يكفكف عبرات عينيه التي أبت إلا انهِمَالا على رحيل ابنه عبدالله رحمه الله:
فلست بمالك عبرات عين
أبَت بِدُمُوعِها إلَّا انهِمَالاَ
ولك أن تتخيل أيها القارئ الكريم حال والديه وإخوته بعد رجوعهم إلى منزلهم، وقد خلى مكانه ولسان حالهم يردد هذا البيت:
يَعِزُّ عَلَيَّ حينَ أُديرُ عَيني
أُفَتِّشُ في مَكانِكَ لا أَراكا
كان الله في عونهم وجبر مصابنا ومصابهم:
فَلا تَبكِيَن في إِثرِ شَيءٍ نَدامَةً
إِذا نَزَعَتهُ مِن يَدَيكَ النَوازِعُ
وكان لرحيله المفاجئ وقع محزن على إخوته ولسان حال كل واحد منهم يردد هذا البيت:
أخيين كنا فرق الدهر بيننا
إلى الأمد الأقصى ومن يأمن الدهرا
وكان الله في عون والدته الكريمة (أم عبدالعزيز) وجبر مصابها في فلذة كبدها ولسان حالها تردد قول الشاعر الأستاذ محمد بن سليمان الشبل:
يوم الوداع وهل أبقيت في خلدي
إلا الأسى في حنايا القلب يستعرُ
ولقد كان لحضور الأقارب والمحبين والمعارف وتعزيتهم ومواساتهم لنا في مصابنا الأثر البالغ في تخفيف وطأة الحزن والفقد؛ فجزاهم الله خير الجزاء. ولقد لمسنا في مشاعرهم الصادقة عمق المحبة وصدق المواساة.
ومما سرني وسط هذه الأجواء المحزنة سعي الكثير من الأحبة إلى المساهمة باسمه في أعمال البر والخير، وهذا من أعظم ما يهدى للميت من صدقة جارية ودعاء، فجزاهم الله خيراً وجعل ذلك في موازين حساناتهم، ونفع به الفقيد، وإن كنا نحسن الظن بالله كون فقيدنا في مقتبل وريعان شبابه فكل ما نرجوه من الله أن يتقبله بقبول حسن ويحسن عاقبته وألا يحرمه من نعيم الآخرة.
غفر الله لابننا الشاب عبدالله بن الابن عبدالرحمن وأسكنه عالي الجنان، وخلف الله عليه شبابه في الجنة وألهمنا ووالديه وأشقاءه وشقيقاته وجده الأخ الفاضل سعد بن عبدالعزيز العواد، وأسرته الكريمة الصبر والسلوان.
إلى جنَّة الفردوسِ والعفو والرّضى
وفي رحمة الرَّحمن أَصْبَحتَ ثاوياً
** **
عبدالعزيز بن عبدالرحمن الخريف - حريملاء