الحمد لله على كل حال ففي السبت 8 صفر 1447 الموافق 2 أغسطس 2025م، فقدت الرس والمدينة رجل التربية والتضحية المربي الشيخ محمد بن صالح بن عبدالله الزيدي عن 75 عاما وإننا لفقدك يا أبا صالح لمحزونون وأمام هذا المصيبة لا نقول إلا كما قال الله تعالى {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}.
وعزاؤنا أمام هذه الخسارة قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ترذلون كل عام ويذهب بخياركم).
ويقول الشاعر لبيد بن ربيعة:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم وبقيت في خلف كجلد الأجرب.
درس الفقيد الغالي أبوصالح -رحمه الله- المراحل الدراسية الثلاث بمدينة الرس وتخرج من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعمل بها وتزوج أربع زوجات وأبناؤه صالح وعبدالرحمن وأحمد وله خمس بنات.
وأبوصالح أحسب أنه كان رجلا عجيباً وغريباً في زمنه وبين قومه وقد منحه ربه عديداً من المزايا والسجايا ومنها:
1- أكرمه الله بالهداية وحب إقامة الصلاة خمسة أوقات بالحرم النبوي قال تعالى: {رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ}.
2- تميز هذا الرجل بالصدق، والصدق رأس الفضائل ومع الجميع تعامل بالمصارحة والمناصحة المقرونتين بالبلاغة والفصاحة قال تعالى: {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا}.
3- وهبه الله قلبا سليما وعقلا حكيما وخلقا عظيما وقلما يجتمعان جميعاً في رجل واحد.
4- أحبه الخالق فزرع محبته في قلوب الخلق والخلق شهداء الله في الأرض..
5- أكرمه الله بسلامة الصدر فأحبه الجميع وسليم الصدر مؤثر وله قبول في قلوب الناس.. قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا}.
6- السخاء والعطاء وسخاء أبي صالح لن يصدق وما كل ما يعلم يقال فراتبه لا يملكه وبالحرم بعد الفجر وبعد المغرب وفي منزله بعد العشاء يومياً يتسابق إليه الفقراء والمساكين والمحبون وبمنزله خصص الدور الأرضي للضيوف والزائرين.
ونادرا ما يأكل وحده والحديث والخبايا عن هذا الرجل يطول ويطول وذو شجون!
وبعد فإن أبا صالح رزق بكثرة الحركة منذ طفولته لكنها كثيرة البركة حتى وهو في مرضه، وتعرض للأذى بسبب هذه الحركة المباركة التي جعلت مدير الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة يحجز شهادته بعد التخرج ويكافئه بالعمل معلماً بالجامعة الإسلامية وكان هذا التعيين خيراً وبركة وبرا بوالده.
وأخيراً فإن أبا صالح الصالح والمصلح يتطلب منا جميعا الدعاء وبالحديث (ولكم مثله). ويتطلب الاستغفار له.
ثم هنيئاً لك أبا صالح قول الله تعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.
ونسأل الله تعالى أن يجمعنا وإياه ووالدينا ومن نحب بالفردوس الأعلى من الجنة.
** **
- صالح بن منصور الصالح الضلعان