إذا كانت النجومية (تتعلق بالظهور الإعلامي والشهرة)، بينما الشعر (هو فن أدبي يعتمد على اللغة والتعبير عن المشاعر والأفكار) فإن -اللغط- هذه الأيام في التلقي والتنظير في بعض وسائل التواصل الاجتماعي أفضى لصورة ضبابية حول تميز القصيدة من عدمها بعيدا عن جوانب شخص شاعرها، لأن مقياس كل من الشعر والنجومية مختلف تماما فالنجومية تعتمد على الجاذبية الشخصية «قد يكون لدى الشخص جاذبية شخصية تجعله محط اهتمام الناس»، وقد تكون -مؤقتة- وتعتمد على عوامل ليس لها صلة البتة بالقصيدة، أما الشعر فهو فن يعتمد على اللغة ويعبر عن المشاعر والأفكار من خلال الكلمات والأساليب الشعرية ويتطلّب إبداعاً في اختيار الكلمات وتراكيب الجمل واستخدام الصور والتشبيهات والشعر (قد يبقى خالداً عبر الزمن ويؤثر في الناس على مر العصور).
لذا فإن الأجيال الجديدة ممن لديهم موهبة الشعر من الشعراء والشاعرات يجب أن يفرقوا تماما بين ما سبق توضيحه حتى لا يختلط عليهم الأمر فمن يبحث عن التميز في الشعر يجب عليه الاطلاع على الشعر بكافة أغراضه وفي كل العصور ليتسنى له توسيع مداركه المعرفية من خلال الاطلاع الشامل والقراءة الجادة الدقيقة الهادفة لتكوين مخزون لغوي حتى تتبلور تجربته الشعرية تماما، والنجومية أمر متاح للشعراء والشاعرات شريطة عدم ربط هذه النجومية بالشعر وتجدر الإشارة لتوضيح جزئية فحواها أن بعض الشاعرات تفوق شهرتهن الكثير من الشعراء مثل الشاعرة نجاح المساعيد والشاعرة بشاير الشيباني والشاعرة نهى نبيل والشاعرة حمدة المر.
** **
- حسين بن صالح القحطاني