قراءة سورة الكهف يوم الجمعة
* هل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة واجبة، أو أمر بها الرسول -صلى الله عليه وسلم-؟
- قراءة سورة الكهف في يوم الجمعة جاء فيها أحاديث منها حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «مَن قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين» [المستدرك: 3392]، وهذا الحديث صحَّحه الحاكم، وتعقَّبه الذهبي بأن من رواته نُعيمًا، وله مناكير.
وروي عن عليٍّ -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَن قرأ الكهف يوم الجمعة فهو معصوم إلى ثمانية أيام من كل فتنة، فإن خرج الدجال عُصم منه» [حديث الزهري: 127/ والأحاديث المختارة: 430]. وعلى كل حال الحديثان ضعيفان، وضعفهما شديد؛ ولذا ما ورد فيها فهو ضعيف.
ومن أهل العلم مَن يرى أن هذين الحديثين مع ضعفهما فموضوعهما فضائل الأعمال، والجمهور يتساهلون في أحاديث الفضائل؛ ولذا تجدهم يقولون بسُنيَّة قراءة سورة الكهف يوم الجمعة وإن لم يثبت الخبر؛ لأن الموضوع في فضائل الأعمال، والجمهور الذين يعملون بالضعيف في فضائل الأعمال يشترطون ألَّا يكون الضعف شديدًا. وعلى كل حال مثل هذا لا يُعمل به؛ لشدة ضعفه، وإن عَمل به مَن عمل اقتداءً بمن رأى سُنيَّة ذلك؛ لأنه في فضائل الأعمال فله سلف، والله أعلم.
* * *
علاج الرياء المتمكِّن من الإنسان
* شخص هداه الله إلى الحق، ولكن مازال الرياء متمكِّنًا منه، فما العلاج؟
- العلاج أن يعلم يقينًا أن مَن يُرائيه لا يستطيع نفعه بشيء، ولا يستطيع أن يدفع عنه ضرًّا كتبه الله عليه، وابن القيم -رحمه الله- يقول ما معناه: (إذا حدثتك نفسُك بالإخلاص، فأقبل على حب المدح والثناء فاذبحه بسكين يقينك وعلمك أنه لا أحد ينفع مدحه ولا يضر ذمُّه إلا الله -جل وعلا-)، ولما جاء الأعرابي إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- فقال: يا رسول الله، إنَّ حمدي زينٌ، وإنَّ ذمِّي شينٌ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ذاك الله -عز وجل-» [الترمذي: 3267]، ومع الأسف أن الشخص إذا سمع كلمةَ مدحٍ من إنسان طار بها فرحًا، وهي لا تُقدِّم ولا تُؤخِّر، وإذا سمع مَن يذمُّه ويُهدي إليه الحسنات ضاق بالمذمَّة ذرعًا، وهي لا تضره، فكيف إذا قيل لبعض الناس: الملك فلان، أو الوزير فلان، أو الأمير فلان البارحة أثنى عليك؟ يمكن ما ينام الليل من الفرح، فالموازين عندنا فيها خلل، وفي الحديث الصحيح «إن ذكرني في نفسه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكرني في ملإٍ ذكرتُه في ملإٍ خير منهم» [البخاري: 7405]، أي مدحٍ أحسن: مدح الرب -جل وعلا- وذكر الرب -جل وعلا- لهذا الإنسان المسكين، أو ذكر فلان أو علان من الناس؟ والله المستعان، فالرياء لا بد أن يُجتث بالعلم اليقيني أن مَن ترائيه لا يستطيع نفعك ولا يستطيع ضرك.
** **
يجيب عنها معالي الشيخ/ الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير - عضو هيئة كبار العلماء، عضو اللجنة الدائمة للإفتاء -سابقاً-