بعد تعيين المدرب الأوروغوياني المخضرم (دانييل كارينيو) مديراً فنياً جديداً لفريق الرياض، تبرز فترة التسجيل الشتوية التي ستبدأ قريبا لدوري روشن السعودي للعام 2025-2026م، كفرصة تاريخية وحاجة ملحة لإعادة بناء الفريق وتأمين بقائه في دوري روشن هذا العام قبل دخول النادي العاصمي العريق (الرياض) عالم التخصيص، يأتي هذا التغيير وهذا المطلب المُلِّح.. بعد أداء متذبذب للفريق واهتزاز نتائجه، حيث يحتل المركز (الرابع عشر) برصيد 8 نقاط فقط بعد 9 جولات..!!
الأمر الذي يتطلب تعزيزات عاجلة «عناصريا وفنيا».. خصوصا وأن فريق الرياض يواجه تحديات فنية واضحة تتطلب تدخلاً سريعاً في سوق الانتقالات الشتوية، ولعل أبرز نقاط الضعف في خارطته الحمراء.. ضعف دفاعي واضح؛ إذ يعتبر الفريق من «ثالث أسوأ خط دفاع» في الدوري، بعد أن استقبلت شباكه (19 هدفاً) في تسع جولات فقط..!! كما أن من عيوب المدرسة «غياب الهوية الفنية» في ميدان المنافسة، فالمتابع لمسيرة الفريق في (التسع الجولات) الماضية يلاحظ عدم وجود هوية فنية واضحة تحت قيادة المدرب الإسباني السابق «خافير كاييخا»، في ظل عملية التغيير المستمر في التشكيلة الأساسية وعدم الاستقرار الفني والعناصري بعد أن شارك بـ(28 لاعباً) خلال تسع مباريات ماضية..!!
طبعا بعض الأندية المحلية بالذات في وسط سلم الترتيب عززت صفوفها بشكل لافت بلاعبين متميزين فترة الانتقالات الصيفية الماضية، مما يضع الرياض في موقع متأخر يحتاج لتعويض وتدخل عاجل لإنقاذه قبل أن يجد نفسه في موقف متأزم وشائك ربما يهدد برحيله إلى دوري يلو.!!
ولذلك من أبرز الخطوات التصحيحية بعد التعاقد مع المدرب المخضرم (كارينيو).. التعاقد مع قلب دفاع قيادي.. قادر على تنظيم الصفوف الخلفية وامتلاك حضور بدني وسد الثغرة في الخارطة الحمراء. إلى جانب تدعيم المدرسة بظهيرين يتمتعان بالسرعة لسد الثغرات في الأجنحة وتحسين الدعم الهجومي.. خصوصا وأن الفريق العاصمي يعاني من عدم التوازن بين الدفاع والهجوم، يمكن أن يساعد تعزيز خط الوسط بلاعب محوري يجيد الاستحواذ وتوزيع الكرات وربط اللعب.. وخلق الفرص وزيادة القدرة التهديفية للفريق.
وأتصور أن الانتقالات الشتوية فرصة المدرب المخضرم كارينيو الذهبية لتدعيم خطوط وحظوظ (مدرسة الوسطى) بلاعبين يدعمون مسيرة الفريق في الدوري ويترجمون التحديات إلى فرص تسهم بالتالي في تطوير مستوى الرياض وتحقيق تطلعات محبيه. لاسيما وأن فترة التوقف الطويلة للدوري المحلي قرابة الشهر.. لاشك وفـّر وقتاً كافياً للمدرب الجديد للوقوف على معرفة احتياجات الفريق عن كثب من لاعبين يتناسبون مع فلسفته التكتيكية ورؤيته لبناء فريق متماسك وقوي في الشتوية، ومن هذا المنطلق أثق بخبرة المدرب كارينيو الذي يمتلك الفهم العميق لمتطلبات المرحلة ونقاط القوة والضعف في الفرق المنافسة.. وبناء هوية فنية جديدة للمدرسة كونه سبق وأن درب في الدوري السعودي أكثر من فريق ويعرف طبيعة الدوري السعودي.
طبعا، لا تخلو عملية التعزيز الشتوي من التحديات التي يجب أن تضعها إدارة النادي في الاعتبار.. والتي تتمثل في التوازن المالي بينما يعد النجاح في البقاء في الدوري أولوية، يجب أن تكون الصفقات ضمن إطار مالي مستدام.
ولذلك تعّد فترة الانتقالات الشتوية محطة حاسمة في تاريخ نادي الرياض، بينما عملية التعاقد مع كارينيو تشكل خطوة أولى في خطة الإنقاذ وتصحيح المسار الفني والنتائجي للمدرسة، لكنها لن تكتمل دون توفير الدعم اللازم له عبر صفقات مدروسة تستهدف بشكل أساسي تدعيم الخط الدفاعي الهش، وتعزيز عمق الفريق، وتوفير خيارات هجومية أكثر فاعلية.. تصنع الفارق في النادي العاصمي المخضرم (الرياض).
وبالتالي، تعيد تنظيم وبناء الفريق على أسس سليمة، وإعطاء محبي وعشاق الفن الأحمر والأسود الأمل في مرحلة أكثر إشراقاً ونجاحاً.
** **
سلطان الدوس - أمين عام نادي الرياض سابقا