رحم الله رجل الإمارة والإدارة، الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الخريصي، وكيل إمارة منطقة تبوك الأسبق، الإداري المحنّك الذي خدم دينه، ثم مليكه ووطنه بإخلاصٍ وتفانٍ، فكسب ثقة ولاة الأمر، وجمع من مكارم الأخلاق ومحامد السيرة ما يُذكر فيُشكر.
أمضى -رحمه الله- أكثر من أربعة عقود في عملٍ دؤوب بإمارة منطقة تبوك، وكان من الشخصيات القيادية المشهود لها بالإخلاص والنزاهة وحسن الأداء، وأسهم بجهوده في خدمة المنطقة وأهلها.
وهو الشيخ أحمد بن عبدالرحم بن سعد بن حسين الخريصي، أحد أعيان ووجهاء محافظة الزلفي، وُلد في الزلفي عام 1353هـ، ونشأ في بيت فضلٍ وكرم، في كنف والده الوجيه عبدالرحمن بن سعد الخريصي، المعروف بحسن السيرة وكرم الأخلاق، فخلف ذكرًا طيبًا وثناءً عاطرًا وقبولًا واسعًا لدى أهالي بلدته.
نشأ المترجَم له في هذا البيت العريق بالأصالة والجود، وتلقى مبادئ القراءة والكتابة في الزلفي، ثم واصل دراسته النظامية بجدٍ واجتهاد، متسلحًا بهمة عالية واستعداد فطري ورغبة صادقة في التميز وتحقيق أعلى المراتب.
أعماله ومناصبه:
1- التحق بالعمل الوظيفي في الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1369هـ.
2- عُيّن وكيلاً لإمارة أملج خلال الفترة من 10-7-1393هـ إلى 3-6-1396هـ.
3- عمل مديرًا لمكتب أمير منطقة تبوك خلال الفترة من 3-6-1396هـ إلى 3-11-1397هـ.
4- عُيّن وكيلاً لإمارة منطقة تبوك ابتداءً من 25-1-1404هـ، واستمر حتى طلب إحالته إلى التقاعد، ليتفرغ بعدها لأعماله الخاصة.
وقد تشرفتُ بزيارته في منزله بمنطقة تبوك عام 1415هـ، وأخذت من إملائه ترجمة وافية لسيرته وهو على رأس العمل، فوجدت منه كل حفاوة وإكرام.
أنجب – رحمه الله – ستة أبناء عبدالرحمن، وخالد، ومحمد، وناصر وكيل إمارة منطقة تبوك المساعد للشؤون التنموية، وفهد، وبندر، وعدد من الكريمات.
وقد عُرف عنهم حسن السيرة وطيب الخصال. وقد واسى أمير منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أسرة الخريصي قائلاً: «إننا نعزي أنفسنا أولًا، وباسم أهالي منطقة تبوك كافة، في فقد رجل أعدّه من أغلى الرجال الذين تعاملت معهم، فقد كان نعم الأخ والصديق، ومثالًا للرجل المخلص لدينه، ثم مليكه ووطنه».
بعد وفاته -رحمه الله تعالى- يوم الثلاثاء الثالث من شهر رجب عام 1447هـ، وأديت الصلاة عليه بحضور نائب أمير منطقة تبوك صاحب السمو الملكي الأمير خالد سعود بن عبدالله الفيصل في جامع (الوالدين) بمنطقة تبوك، وجموعٍ غفيرة من أقاربه ومحبيه ومعارفه، ثم وُوري الثرى في مقبرة تبوك. وكان لخبر وفاته أثر بالغ في النفوس، لما له من مكانة ومحبة.
رحم الله الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الخريصي رحمةً واسعة، وغفر له، وبارك في عقبه، وجعل سيرته الطيبة شاهدةً له. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
فهد بن كليب - الزلفي