Culture Magazine Monday  02/07/2007 G Issue 205
الملف
الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1428   العدد  205
 

الخطراوي.. شاعر المدينة وعاشق التراث
عودة الشيخ إلى مكتبته!
محمد الدبيسي

 

 

من مدينة (النبي والنور والكتاب) خرج إلى الدنيا..

ذلك الرجل الذي ألّف (الرائد في علم الفرائض) عام 1361هـ

ثم كتب بعدها خمسين كتاباً أخرى..

كما قال شعراً جميلاً.. ونثراً رصيناً.. وعاصر البدايات..

وجايل الرواد.... وحل وارتحل..

ودرَس في تونس والقاهرة.. ودرّس

في المدينة والمجمعة والرياض..

وصادق وخاصم.. وأرَّخ وحقق وكتب؛

فأغضب وغاضب.. وأنصف في أحيان كثيرة..

** الرجل (الشيخ).. صار لا يبرح دارته في (قربان)

و(قربان).. رمز المكان والإنسان..

يستلذه (المدينيون).. ويستقطر شعراءهم تكويناته وفتونه..

حين سكبوا على ضفافه مواجدهم..!!

مثلما ألفه سهارى وصعاليك

شاجنوا أرصفته (الريَّا) هزيع الليل وأنفاس الصباح..

ذرعوا مسافاته.. وكتبوا على وجناته

- قبل أن تدمر - خطوات سحتها الروح..!

** هناك في (قربان).. وفي أرض ذات نخل..

آب (الخطراوي) إلى مكتبته..آب بعد رحلة العمر الجليل..

آب إليها عاشقاً وفياً ومتيماً عَفّاً صادقاً

آب إليها.. وقد أنجز من العمر (معنى) يسمو

بالعشق ويؤصل قيم المعرفة..!

** يعيش في (أجمل العمر) جني وقطوف ما استزرعته

عزيمته وذائقته وبصيرته طيلة ستين عاماً خلت..

عاد الشيخ (الرمز) وئيد الخطى واثقها.. يمشي (عَلَماً)..

عاد ينصت إلى كَرِّ الذاكرة.. ويحتسي خمرة

الوجدان.. يعتصرها من روح مدينة (النبي والنور والكتاب)..

ليسكب شعراً جميلاً ونثراً رصيناً..

** عاد.. فأعاد أمسيات (العقيق) واستعاد صباحاته..

يهز (الأمكنة) فتنثر الذاكرة فيضها..

الرجل الشيخ الأستاذ (العنيد).. العصي على الخذلان..

عاد شجياً يقطر سنىً.. يدون قصة الثقافة

والشعر والمدينة و(أضغاث من القول أخرى)....!

** ولأن (الثقافية) درجت على صنع ملفات عن (الكبار)..

كان لها أن تتقدم به إلى قرائها.. ولا تقدمه....!

الشيخ الأستاذ كان من أول المتقدمين.. وأوفى المُقدمين..!


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة