Culture Magazine Monday  02/07/2007 G Issue 205
الملف
الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1428   العدد  205
 

الخطراوي.. شاعر المدينة
د. أسماء أبوبكر

 

 

يحسب الخطراوي شاعراً متفرداً، وبارزاً من أعلام شعراء مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويمثل رافداً من روافد النهضة الشعرية فيها، وهو شاعر من شعراء جماعة أدبية، أسست للنادي الأدبي بالمدينة النبوية، الذي يعد انطلاقة منيرة للأدب والفكر فيها، والخطراوي واحد من أبرز الشعراء الذين ينتمون للجيل الثاني الذي يلي جيل الرواد في الشعر السعودي الحديث.

ويتمتع الشاعر ببُعد موسوعي منوع الإنتاج، شعراً ونثراً، متعدد الاتجاهات شاعراً وناقداً، مطلع على كثير من روافد الثقافة العربية الأصيلة، جامع بينها وبين روافد الثقافة المعاصرة، ينعكس ذلك في إبداعاته، كما أن إنتاجه الثقافي متعدد المجالات ما بين الشعر، والدراسات النقدية، والأدبية، والكتب الثقافية، وله مشاركات متنوعة في المنتديات والمؤتمرات الأدبية، والندوات الشعرية، كما يكتب المقالات التي تنشر على صفحات المجالات الأدبية.

بدأ الخطراوي حياته الأدبية شاعراً، يجمع بين الكلاسيكية والرومانسية، ناظماً للشعر النمطي، محافظاً على المستوى التقليدي، متبعاً الأوزان الخليلية التي شكل بها خطابه الشعري، وارتاد من خلالها معظم البحور العروضية تقريباً، وقد ارتبطت هذه المرحلة ببدايات تدفقه الشعري في دواوين:

1- غناء الجرح نادي المدينة المنورة الأدبي 1397هـ

2-همسات في أذن الليل نادي المدينة المنورة الأدبي 1397هـ

3- أمجاد الرياض دارة الملك عبد العزيز 1394هـ

4- حروف من دفتر الأشواق نادي المدينة المنورة الأدبي 1410هـ

5- تفاصيل في خارطة الجرح نادي المدينة المنورة الأدبي 1411هـ

6-مرافئ الأمل نادي جدة الأدبي 1413هـ

7- تأويل ما حدث نادي المدينة المنورة الأدبي 1418هـ

8- أسئلة الرحيل دار البلاد للطباعة والنشر 1419هـ

9- ثرثرة على ضفاف العقيق دار الكنوز الأدبية 1423هـ

10- في دائرة الغبار نادي جازان الأدبي 1424هـ

كما سعى الشاعر إلى تطوير تجربته الإيقاعية، من نمط الموسيقى العروضية إلى نمط الإيقاع الجديد، فكتب قصيدة التفعيلة، وإنما يعكس ذلك تطلعاته الدائمة إلى التحليق في أفق الجديد، وتمكنه من ارتياد مستويات شعرية أكثر وعورة والتعبير عن المعاني بصورة إيحائية أكثر فنية، (وقارب من خلالها رؤية معاصرة بخطابها الشعري مستجلياً أبعاد مخزونها الجمالي ومستأنساً لذوقها الإيقاعي ورؤياها المعبرة عن أزمة الذات في أفقها الإنساني الرحب ومحاولاً الخروج بتلك الذاتية إلى فضاء يستجمع - في بلورة الخطاب الإبداعي - المكون الحضاري وأسئلته القائمة والدائمة, وبالتالي يزيح الشاعر غنائيتها الموغلة بإرث الرومانسية وإشكاليتها المتوارثة) (1)

وظلت القصيدة في تشكيلها الموسيقي، تنتهج المزاوجة بين النمطين الإيقاعيين: العروضي والحاثي، لتبرز نمطية الإيقاع وحدانيته؛ إذ يعتمد التفعيلة بنية إيقاعية تجمع بين التراثي والعروضي جامعا بينها وبين الحاثي، لكنه يتحرر من ثبوتية البيت ولزوميات البحر، وحدودية القافية؛ ما جعل الشاعر يمارس حرية أكبر في تشكيل النص الشعري.ولكن يتمثل أجمل ما كتب الخطراوي في اتجاه الشعر الحر، الذي كان أقدر الاتجاهات الأدبية للتعبير عن أفكار الشاعر ورؤاه إزاء واقعه التراثي، والحاضر وتطلعاته الحلمية والمستقبلية.ولكنه على عهده ساع إلى الرقي بتجربته على المستويين التشكيلي والأيديولوجي، فبرزت في أشعاره قضايا الحب ممتزجة بقضايا الانتماء للوطن يبرزها عبر تشكيلات إيقاعية تسعى نحو المغاير والتجديد.

ويكاد شعر الخطراوي أن يكون جامعاً لكثير من الأغراض الشعرية العامة والخاصة، ممثلاً لتيمات مدارس شعرية متعددة؛ إذ تبرز في شعره سمات التيار الاتباعي والابتداعي، جامعا بين المحافظة والتجديد، ويبرز في شعره البُعد النمطي والغنائي، والموضوعي والملحمي، كما أن تأثره بالمدرسة الرومانسية جعله يخلص للذاتي في صياغة التجربة الشعرية، سيما قضايا الذات والمرأة والطبيعة، وما يضيفه الشاعر عليها من أحاسيس ومشاعر وجدانية، تجعلها تفجر طاقاتها الجمالية والدلالية، كما تتشكل الأبعاد الفكرية في شعره من خلال الحس الرومانسي الذي يضفي ظلاله على التأزم الذاتي للشخصية، وشعورها بالكآبة، كما أنه يشكل الرؤية المثالية لقضايا الحب، مازجاً بين هذا البُعد الرومانسي والبُعد الواقعي، ولكن الشاعر لم يترك قلمه أسيراً لاتجاه بعينه بل نوّع في اتجاهاته وتجاربه.

وهو شاعر فياض يحب الحكي والسرد الشعري، وهو أثير للكلمة الأصيلة واللفظ التراثي، والصياغة البراقة، والتراكيب الجزلة، والعبارات الموحية الفضفاضة والموسيقى الأخاذة والأفكار الجلية، التي يبلور من خلالها قضايا الذات الفردية والإنسانية، وتتشكل الشاعرية في بعض قصائد الديوان عبر اللغة التلقائية البسيطة التي تتناسل في يسر وسهولة دون معاناة لغوية.

كما أن شعره في مجمله عذب سيال، لا تكلف فيه ولا عناء، ينسرب للذات الإنسانية مع حركة الأنفاس ليتصبب حنيناً مع خلجات الأنفاس ودفقات المشاعر والأحاسيس.

وتجربته الشعرية عميقة، شاملة، تتنوع لتبلور أبعادا دلالية تشير في مجملها إلى الصدق الفني والمعايشة الحقيقية، التي يعانيها الشاعر على المستويين الداخلي والخارجي، وهو بإزاء تعبيره عن محنته إنما يعبر عن البُعد الإنساني العام؛ إذ يعبر شعره عن نزعة احتفالية بالحب والوطن والعقيدة، وهو مزيج من قصائد الشعر الحر والقصيدة الموحدة والمدورة.

ومع أن الخطراوى أستاذ أكاديمي وجامعي مختص فإن شعره يتضح بالشفافية, يتألق بيانه وتزهو صوره دون افتعال, مع توافر وحدة القصيدة؛ ذلك أنه يحتكم إلى الفطرة في بثه شؤون الإيمان والحب والوطن وشجونها، ويبوح بمشاعره في أنماط احتفالية تجعل من قصيدته ترنيمة في هيكل الانتماء والأرض والحب وتكسبها مسحة أسطورية دون أن يحتفل بالأسطورة شكلاً, لكنه يرصع قصائده برموز أسطورية متنوعة المصادر ويتوسل أسطرة الرموز الأدبية. (2)

وتتمثل التجربة الشعرية لديه في قضايا شعرية بارزة أهمها:

1- الشعر الوجداني والعاطفي:

الذي يشكل به الشاعر مفردات واقعه المعيش وواقعه النفسي، فيرسم الطبيعة رسماً وجدانياً يضفي عليها أحزانه وغربته، قلقه وتوتره، عاطفته، توجعاته وتطلعاته من خلال النص الشعري (الذي يمزج الذاتي بالحضاري والفردي بالخاص بالجماعي المتعالق بالضمير الإنساني في وضعيته الشاملة واللانهائية). ( 3)

ومن ثم تمثلت في شعره بعض خصائص مدرسة الرومانسية سيما (أبوللو) التي أضفت بظلالها على خطابه الشعري فنضحت أشعاره ممتزجة بالحزن والألم والهروب إلى الطبيعة، والاحتماء في تحنانية المرأة.

2- المرأة:

تمثل المرأة عالماً خاصاً يشكله الشاعر بمستوييه: الرومانسي والرمزي، كما أنه يضفي هذه الأبعاد الرومانسية والرمزية لصورة المرأة على جميع المفردات الكونية؛ لذا يسعى الشاعر للتوحد بالمحبوبة، لتمثل معادلاً موضوعياً ورمزياً لوحدته مع ذاته، ويتمثل عالم البراءة حين يعبر الشاعر عن (المرأة، الحب) بصورته المثالية التي تبلور الرؤية الإشراقية للمحبوبة، وإنما يشير ذلك لتطلعاته لعالم البداوة والبراءة والعذوبة، ومن ثم تتجسم قضايا الحب من خلال رؤيته المثالية (للمرأة، المحبوبة، الرمز) من خلال الشعور بالشجن والغربة.

3- الغرابة:

تبرز التجربة الفنية في شعر الخطراوي من خلال التأزم الذاتي، الذي تعانيه الذات الشاعرة على المستوى الفردي، والذي يشير إلى تأزم الذات الإنسانية بصورة كلية، إزاء قضاياها الخاصة والعامة، فيستشعر الشاعر غربة بين أحبابه وتعذباً بين مريديه، وتتنوع أنماط هذه الأزمة ما بين التأزم المادي الذي يشير للشقاء والعناء الواقعي، والتأزم النفسي الذي يشير للوحدة والغربة، والتأزم العاطفي الذي يشير لافتقاد الشاعر للحنان، كما أن الشاعر يعاني دوماً من أزمة الفنان الذي يريد أن يقول شيئاً تعجز عنه الكلمات، فيستشعر دوماً أن بالحكاية فصلاً ناقصاً.. لم يكتمل شعراً، ولم يبتهل وجداً، وهكذا تظل ذاته الإنسانية متطلعة للقصيدة تعبر عن ذاتها، عن رؤاها وأحلامها وتبحث عن كينونتها لتحقق وجودها، عبر قضاياها الخاصة وقضاياها القومية.

4- قضايا القومية العربية:

كما تتعبق أجواء النصوص الشعرية بقضايا العروبة، فالشاعر مهموم بقضايا واقعه العربي والقومي، مثله مثل شعراء مدرسة المحافظين، والشعر عنده لا يتنحى عن وظيفته الاجتماعية، فقد تبلورت في أشعاره قضايا الوطن، وقضايا العروبة، وصراع الحضارة الإسلامية والصراع العربي الإسرائيلي، والشاعر يستدعي التراث الإسلامي ليكون في مواجهة التيارات الزاحفة، ليناهض به ويناهز عن قضايا الوطن العربي والأمة الإسلامية، وتبرز هذه القضايا عبر قصيدة الشعر الوطني، الذي يرتبط بالمناسبات الوطنية الخاصة بالمملكة، كما يرتبط بالمناسبات القومية والإسلامية العامة، الذي يلعب فيها الانتماء المكاني دورا دلاليا؛ إذ إن الشاعر.(أبت نفسه إلى حالة الاتزان والهدوء التي انتظمت القصيدة من أولها فراح يترضى أمته كما يترضى الابن البار أمه الحانية إثر نوبة غضب طارئة انفلت فيها الصوت واحتدت نبرة الخطاب ثم سكن ثائرة أسف واعتذر وأعرب عن عميق حبه لها، والقصيدة في روحها العام يسرى فيها إحساس قومي تعبر عنه أساليب الإنشاء المشحونة بالغضب المتوقد والمرارة الموجعة) (4)

5-الانتماء المكاني:

والخطراوي شاعر المدينة المحب لعقيدته الإسلامية، فكانت أبرز القضايا عنده هي الاحتفاء بالمكان، والانتماء له؛ فهو المرتبط بالمكان بطوابعه وبمفرداته، المخلص لتراثه الديني، تشع نصوصه بفيوضات الأمكنة، وعبقها الديني، هذه الأمكنة التي تمثل رموزاً دينية مقدسة كمكة المكرمة، وطيبة الطيبة، مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذه الأمكنة المقدسة بجلالها وهيبتها، تضفي بظلالها الروحية على خطاباته الشعرية المنوعة، كما يجعلها الشاعر تلعب بُعداً رمزياً ودلالياً، وهو لا يكتفي بالمكان الديني بل يحتفي بالمكان العام في المدينة المنورة، سيما ما ارتبط بمناسبات أدبية كوادي العقيق، الماثل في غرب مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ذلك العقيق الذي يمثل بؤرة وحي وإلهام لكثير من المبدعين، وقد اختصه (الخطراوي) بديوان (ثرثرة على ضفاف العقيق) (5 ) وقد استهله بمفتتح يرصد من خلاله الأبعاد التاريخية والأدبية لهذا الوادي المبارك، منبع الوحي والإلهام، ويحتوي على عدة قصائد تدور حول تبجيل المكان؛ ما يجعلها تؤثر في مشاعر المسلم وتجعله متعلقاً برموزه الدينية.

(على أن الشعور بالانتماء عند الخطراوى تنزاح تخومه بعيداً ويتسع مداه عبر المكان والزمان ليتخطى المدينة المنورة ويصبح انتماء إلى الأمة العربية بتاريخها المجيد وتراثها العريق وتبدو المأساة الفلسطينية وجهاً واضح القسمات من هذا الجانب من تجربته، كذلك يبدو الواقع العربي المهترئ بعامة وجهاً آخر فيه، ومع تعدد الأساليب والصور وتباين النغمات فإنها تصب جميعاً في مجرى شعوري واحد هو الإحساس الملتهب بالمحنة التي تعيشها الأمة العربية في مرحلتها التاريخية الراهنة).(5)

وهذه القضايا شكلت السياقات الشعرية، وأضفت عليها مفارقات المواقف الحياتية، وإيقاعية تكراريتها، وانعكس ذلك على اللغة، التي أصبحت هي الأخرى متطبعة بهذه الطوابع، ويرجع ذلك أيضاً إلى التطور الفني الذي طرأ على شعر الشاعر وتطلعه لمواكبة التغيرات الفنية التي طرأت على القصيدة العربية، على الساحتين المحلية والعربية؛ ما جعل الشاعر يعمق أدواته الفنية ورؤيته الشعرية لمواكبة هذه التغيرات الفنية.

فالخطراوى مثله مثل بقية الشعراء العرب، يسعى إلى تحقيق التواصل والتفاعل مع الآفاق الفنية المتولدة، على الساحة العربية والعالمية، فارتادت نصوصه آفاقاً متميزة في الأوساط الأدبية، من حيث التميز النوعي والكمي، وتعددية الاتجاهات التي برزت في دواوينه، ومن ثم تعمقت أدواته الفنية ورؤاه؛ ما جعله يفرز تجربة شعرية على مستوى عال من النضج الفن.

وشكّل الشاعر نصوصه الشعرية، مستخدماً اللغة الواقعية التي يكسبها من خلال سياقها بُعداً شعرياً، ويرجع ذلك إلى أن اللغة الواقعية كانت تمثل نمطاً سائداً عند شعراء هذا الجيل الثاني، الذين يمثلون مرحلة مهمة من مراحل تطور الشعرية في المملكة العربية السعودية.

كما وظف آليات التشكيل النوعي؛ إذ نجد القصيدة تحتضن خصائص من أجناس فنية أخرى يشكل بها نصوصه الأدبية فيستدعي خصائص من الفن القصصي، ومن الفن المسرحي والسينمائي، فيوظف السرد والحكي وترسيم الشخصية، ونمو حركتها والحوار وتجسيد المشاهد القصصية والفلاش باك، والمونتاج الزماني، والمكاني، كما يوظف تيمات تيار الوعي، من تذكر واسترجاع وتداع للذكريات، وتداخلها وسبر أغوار الذات الإنسانية، ونمو حركة اللاوعي. كما يستدعي من الفنون التشكيلية ألوانها، ليشكل بها ورسوماتها ليناغم بها، كما يوظف من الفن المقالي بعض تيمات التوثيق والتحقيق، فيضيء النص الشعري عن طريق الهوامش التي توضح الدوال، وتفسر حركتها في النص الشعري، كذلك يوظف التراث بأنماطه المنوعة ليثري به النسيج الفني لخطابه.

وهكذا يجد القارئ نفسه أمام شخصية موسوعية، ناقداً أكاديمياً، ومبدعاً متمايزاً عينه على النقد وأحاسيسه ومشاعره على القصيدة، فيبني تجربته الشعرية التي أثمرت العديد من الدواوين التي تتميز قصائدها بالطابع التلقائي العفوي، ولكن مثله مثل كثير من شعراء المملكة العربية السعودية، لم توفهم الحركة النقدية قدرهم، ويرجع ذلك لعدم اتساعها وعدم تشعبها، ففي حدود إطلاعاتي لا توجد دراسة نقدية مستقلة تناولت شعر الشاعر، اللهم إلا بعض المقالات والدراسات القصيرة المضمومة لغيرها من المقالات النقدية المنشورة في المملكة العربية السعودية:

(1) ففي كتاب: (آفاق شعرية) للأستاذ محمد محمود جاد الله دراسة بعنوان: (تفاصيل في خارطة الطقس في شعر الدكتور محمد العيد الخطراوي) وعنوان هذه الدراسة هو ذاته عنوان لديوان الشاعر، وتقع الدراسة في ثمان وسبعين صفحة من القطع الكبير، وهي قراءة أقرب للنقد الانطباعي، الذي يكتبه غير الأكاديميين، وكثيراً هي الدراسات التي تتدفق على المكتبة العربية يومياً من مثل هذه الكتابات.

(2) كتاب (قراءة الشعر وبناء الدلالة) للدكتور شفيع السيد، وهي مقالة نقدية تصدر عن ناقد أكاديمي تقع في سبع عشرة صفحة من القطع الكبير، وجاءت تحت عنوان: (شاعر من المدينة المنورة) وهي دراسة تطبيقية تميل إلى طرح الموقف التذوقي للناقد حول الأبنية الشعرية، ودلالتها مبتدئاً من المكان الذي يميز شعر الشاعر بنكهة خاصة، ليعبر عن الرؤية الشعرية.

3) كتاب: (الشعرية المعاصرة في المملكة العربية السعودية) للأستاذ محمد الدبيسي وأبرز ما يميز هذه القراءة النقدية لغتها ذات المذاق النقدي المتمايز، وهي رؤية نقدية عامة لا تقف عند التفاصيل ولا ترصد البنى التكوينية وإنما تتمتع بشمولية النظرة.

4) وفي كتاب: (قضايا وإشكاليات في الشعر العربي الحديث) للدكتور (نذير العظمة) مقالة بعنوان: (الخطراوي بين مرافئ الأمل وعروة بن الورد) وتقع في عشرين صفحة من القطع المتوسط، وهي دراسة نقدية متعمقة تحتفل ببعض بملامح التشكيلات الرمزية في شعر الشاعر.

ومن ثم فلا توجد دراسة نقدية مستقلة تتناول شعره.

لذا جاءت هذه الدراسة لتعنى بما يشكله الشاعر من مظاهر استخداماته لبنية التخالفات، وما لها من قيم أسلوبية وجمالية تتنوع وتختلف باختلاف الأبعاد الدلالية الناتجة عن الخاصيتين التعبيريتين للتشكيلين التماثلي والتخالفي تبعاً للكيفية التي وظف بها الشاعر كلاً منهما من نص إلى آخر ومن ثم تتشكل بنى التخالفات وتمثل أدوات فنية وتعبيرية يصيغ بها الشاعر خطاباته الشعرية.

الهوامش :

1- محمد إبراهيم الدبيسي الشعرية المعاصرة المملكة العربية السعودية - نادي المدينة المنورة الأدبي ط1 1422ه ص67

2- نذير العظمة قضايا وإشكاليات في الشعر العربي الحديث النادي الأدبي جدة 1422هـ ص138

3- محمد إبراهيم الدبيسي - مرجع سابق ص 68

4- شفيع ص السيد - قراءة الشعر وبناء الدلالة - دار غريب 1999م ص 196

5 - نفسه ص195

- المدينة المنورة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة