Culture Magazine Monday  02/07/2007 G Issue 205
الملف
الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1428   العدد  205
 
الكلمة والمكان
الخطراوي بين طهرين
مريم بنت عمران

 

 

خليفة هو.. استجمع قواه لاقتفاء أثر سابق.. فكانت كلمته هي المبايع الوحيد (في دائرة الغبار) التي تحكي (تفاصيل في خارطة..) الدواوين والمقاصد أو الفصول.. وتتسلل عبر عيون (آفاق وأنفاق) وتشي ب(نبآت ونبوات) وتواصل المرور في (متابعات ومبادآت) في الأدب السعودي و(تطبيقات وتأويلات) في (محاورة للنص) ل(تأويل ما حدث) ضمن (الوجه الآخر للعملة)..

كانت (حروف من دفتر..) تقف إيماناً ويقيناً وإخلاصاً عند (أعتاب المحبوبة)، وتواسي (غناء الجرح) وتذعن ل(همسات في أذن الليل).. وتواصل ال(ثرثرة على ضفاف العقيق) لتشكل لبنات (الأسرة) من هذا (الوادي المبارك) فيغدو المكان (ميزاناً) ترجح كفته كلما ثقلت طينته..

لقد سار بروحه على أرض خريطته الجسدية بأمان من تفقد موضع أقدام سبقته.. ففطن من جراء امتزاج تلك المواضع قدسية حتى موضع القدم.. ليمتد ذلك الرباط القدسي.. فيحل كطرف إصبع معقود يدندن بكامل استدارته على نفس الموضع وبذات الانصياع..

لقد شعر بمسؤولية حتى تجاه ذلك التحليق الذي يمتد إليه طرفه.. ثم يرتد بوهج نبوي.. وقرب إلهي.. ونفس مستكينة.. وعظمة تتجلى كل خلاياه.. وامتلاء يفيض على درجة الشعور المخزون لديه..

إنها الفطرة التي تحيل تلك المضغة إلى جذر عميق.. يظل ينبض.. يتدفق الدماء التي تسير داخل الأجساد الطاهرة.. وقد دفن كل شيء لها سوى المسرى الذي نسير على خطاه..

ذلكم الأثر الذي يرغمك على التجرد من كل ما هو ملموس.. إلى ملكوت معنوي.. لا يمتلك إدراك حدسه سوى أولئك الأنقياء الذين لا يقع مد عنفوانهم إلا على جوهر الشخوص التي ترتقي وتتشكل لتكون مدينة.. في رجل.. لابد أن نعيشه حتى نعيش أرجاءها..

وحتى لا تبلغنا (أسئلة الرحيل) قبل أن ندرك(مرافئ الأمل) لزاماً على أفئدتنا الحدية.. وفكرنا الممارس.. وأقلامنا المتقدة.. أن تنحني بإطراق مليّ جليل.. أمام كيان الفكر.. والفكر الكائن.. بين أطهر النور.. الذي وهبها الله بمنه إياه.. على أياد بيضاء..

- المدينة المنورة


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة