Culture Magazine Monday  02/07/2007 G Issue 205
تشكيل
الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1428   العدد  205
 

إبداع ينثر شذاه في ثنايا الوطن
باحة الفنون.. تطلعات وطموح وحوار لا ينتهي في الأربعائية

 

 

إعداد : محمد المنيف

يسعدنا في هذا الأسبوع أن نقدم وجبتين لكل منهما مذاقه، الأولى حول لقائي بالأحبة في المنطقة الشرقية والأخرى رسالة حب معطرة بأريج أزاهير الباحة وورودها يبعثها زميلنا المبدع قلما وخلقا الأستاذ (سعيد الدحية الزهراني ) متفاعلا مع ما شاهده وتابعه من نشاط للفنانين التشكيليين هناك في مسقط الرأس أو ما حظيت به مسابقة باحة التشكيل من شهرة وتفاعل.

هروب من الفن.. إليه

قبل البدء أود أن أقدم دعاية مجانية للخطوط الحديدية وعن عربة (رحاب) العربة الجميلة والهادئة في قطارنا الحبيب الذي مكنني من أن أكتب وأستدرك وأستجمع الكثير من المواقف التي عشتها في ضيافة الزميل الفنان عبدالرحمن السليمان بالدمام مع أن رغبتي في هذه الزيارة كانت الاستجمام والراحة دون أي علاقة بالفن التشكيلي وأهله أو بشئون العمل الصحفي، إلا أن الزميل وبعلاقاته الأفقية مع فناني المنطقة الشرقية أتاح لي الالتقاء بالكثير منهم في أربعائيته المعتادة . وبهذا أصبحت هاربا من الفن والصحافة باللجوء إلى همومها.

أسماء وتعدد محاور

جمعت الاربعائية في تلك الليلة كلا من: د.مبارك الخالدي رئيس القسم الثقافي بجريدة اليوم رئيس جمعية الثقافة والفنون سابقا، يوسف شغري، احمد سماحة، عبد الله لمرزوق، زمان جاسم، محمد الجمعان، محمد الحمر، عبد الله الشيخ، إبراهيم فلاته، محمد الصقعبي، ومن الجوف جلال لخير الله.

وكالمعتاد لم يكن اللقاء يختلف عن سابقه كما علمت أو حضرت البعض منه محفوفا بالحب والطرح الراقي لغير متكلف أو المخطط له إذ إن المواضيع مفتوحة والحوار شفاف بشفافية الحضور ورحابة صدورهم، ولهذا تنوعت وتعددت المحاور مع ما تخللها من وقفات لم تسلم من النكت الطريفة والتعليقات التي تضفي على الجلسة الكثير من النشاط، هذه الاربعائية أتاحت لي الالتقاء بوجوه كنت أعرفها من خلال شهرتها، وكنت أتمنى الاستماع لهم عن قرب فكان لي هذا الموقف والفرصة منهم الأديب والبدع الدكتور مبارك الخالدي الذي أتابع نشاطه من خلال جريدة اليوم كما كان وكنا معه وهو معنا عن قرب فيها ومنها حينما كان رئيسا لفرع جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة الشرقية، كما كان معنا أيضا في اللقاء الكاتب والشاعر المعروف أحمد سماحة الذي كان ولا زال يشاركنا هموم الفن التشكيلي ويساهم بقلمه الصادق والهداف لتقييم الساحة.

كما لا ننسى الحضور أيضا أصحاب الأقلام، ومنهم الأستاذ يوسف شغري، نعود للجلسة أو الملتقى أو الاربعائية كما يتفق على تسميتها كل من علم عن موعدها، ونعود للإشارة إلى ما جاء فيها من محاور كان منها علاقة اللوحة التشكيلية بالكتاب كغلاف ودورها في جذب القارئ وكيفية اختيار المؤلف للوحة، وهل هي تفسير للفكرة أو أنها مجرد شكل يضفي جمالا على الكتاب أيا كان شعرا أو رواية أو قصة، كما تطرق الحضور إلى تجارب بعض الفنانين أما الأهم في الحوار المفتوح فكان حول ثقافة الفنانين السعوديين والتي أجمع عليها غالبية الحضور بأنها مفقودة وأن الفنانين لا يبحثون عن مصادر ثقافة إبداعهم أو يتابعون ما طرح أو يتفاعلون مع أي قضية أو طرح صحفي وإنما تتوقف علاقتهم باللوحة وما ينتج منها ألوانا وخطوط أو فكرة ما، تتكرر في كثير من الأحيان أو تخرج هزيلة في أحيان أخرى.

وألمح البعض إلي قضايا الانترنت، واتفق البعض على أنها ساحات للهرج والمرج وأن ما يطرح فيها لا يعبر بشكل حقيقي عن الواقع أو انه يخدمه كما تخدمه الصحافة المباشرة والمكشوفة، ووصف أحد الحضور أن الكثير من المواقع خصوصا الغير مبنية على أسس صحيحة أو أن من يقوم عليها

لديه الفكرة الكاملة عن دورها وأهميتها بأنها لا تختلف عن الكتابة والعبث على الجدران، أو كما يسميها البعض دفاتر المجانين.

خلاصة

الحقيقة أنني أغبط الزملاء في هذه الاربعائية التي نفتقدها في الرياض أو كما أعلم في بقية المدن، فهي بحق ملتقى وموعد لا يمكن أن يعتذر عنه إلا لمن له ظروف قاهره، وتأتي الغبطة في ما يتمتع به الحضور من علاقات جميلة قوامها الهم المشترك، وهو الفن مع أن الفن يذوب أحيانا كثيرة في أتون الأجواء المرحة التي يتسابق الحضور فيها على إشاعة جو المرح لإزالة الهموم، هذا اللقاء الأربعائي يحتاج من أصحابه وعلى رأسهم الفنان السليمان الرجل الذي استطاع أن يمسك العصا من منتصفها وان يلملم الشمل ويقرب القلوب بين أهم الأسماء التشكيلية بالمنطقة الرواد أو الشباب المتميز، ثقافة ووعي بإبداعهم. نقول أو نتساءل لماذا لا يجمع السليمان بعضا من أعمالهم كما جمع قلوبهم ويقيم لها معرضا، ليضيف على الاربعائية روحا وطعما ونكهة جديدة.

باحة الفنون والتطلعات الطموحة

من جانبه أثنى زميلنا سعيد الزهراني على باحة الفنون بقوله: وأنا أتأمل هذه العبارة التي اجتزأتها من (جائزة باحة الفنون التشكيلية) لاح لي إلى جانب الشاعرية المسكونة بها.. مختلف أبعاد الفنون الإنسانية المعروفة من شعر وسرد وأنماط وتعابير وما إليها.. وتساءلت بالنظر إلى مفردة (جائزة) في العبارة الأصلية: هل يعتزم الإخوة القائمون على الجائزة توسيع مجالها لتشمل أشكالاً فنية أخرى إلى جانب الفن التشكيلي؟

في الواقع لا أتصور أن يكون هذا الحلم بعيداً عن رؤى وتصورات من فكر وأسس وأبدع جائزة باحة الفنون التشكيلية.. حتى خرجت إلينا بهذا التألق المبهج؛ فمنذ أن خرجت هذه الجائزة وهي تواصل وثباتها المتزنة بوعي ينبئ عن تمرحل منطقي ممنهج سيقودها إلى آفاق كبيرة تليق بها وبمن يقفون خلفها بجد وإخلاص وتفان.. كنت أحضر نيابة عن الزميل القدير محمد المنيف حفل إعلان الفائزين بالجائزة هنا بالرياض وتسليمهم جوائزهم.. واستمعت إلى رجل الجائزة الأول الأمير الدكتور فيصل بن محمد بن سعود..وهو يتحدث إلى الزملاء الصحفيين عن الجائزة وأهدافها وتطلعاتها.. وتحديداً حول عزم الجائزة الانطلاق بباحة الفنون نحو آفاق أبعد وأعم رأسيا ًوأفقياً سواء على مستوى الخارطة الجغرافية أو على مستوى التأصيل الوجداني والإنساني لدى المتلقي.. وأيقنت بأن هذه الجائزة ينتظرها شأن مشرف ومستوى متجاوز.. متى ما واصلت سيرها الدؤوب باتجاه غاياتها النبيلة.. أتذكر حديث سموه.. عن الجائزة وجوانب الدعم المادي لها من قبل رجال الأعمال بالباحة.. وأنا أهنئه بالمستوى المشرف الذي خرجت به الجائزة في ذلك المساء.. عندما أشار في إجابته إلى الأستاذ ابن زومة (أبومحمد) وآخرين لا تحضرني أسماؤهم من رجال الأعمال بالمنطقة قائلاً إن هذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم دعم ومؤازرة هؤلاء الرجال، وأبشرك طالما أن لدينا مثل هؤلاء المخلصين فالجائزة بخير والقادم أجل وأجمل في مجالات كثيرة ومتعددة.

هذه الجزئية من حديث سموه تحيلنا إلى مجالات قد لا يدرك أبعادها وأهميتها سوى من قاسى موت الأفكار النيرة عندما لا تجود الأقدار برجال يعون ضرورة المشاركة في البناء والدعم.. فالشكر منا أيضاً موصول إلى كل من يسهم في تشجيع وتقديم مثل هذه الإضاءات.. بقي أن ألمح إلى ملاحظتين، وأرجو أن تصل بحجم الانتماء والصدق اللذين أكتب بهما؛ الأولى تتصل بالجانب الإعلامي والتعريفي بالجائزة.. والأخرى تتعلق بالنواحي التوقيتية لها؛ فالواقع لست من المتابعين للشأن التشكيلي بصورة دقيقة، ومن هنا يبرز الجانب الإعلامي والتعريفي أو الترويجي إن صح الاستخدام في مثل هذا الموضع.. للجائزة وفروعها وأنشطتها وجل ما يتصل بها.. ولعل الإخوة القائمين على الجائزة يتجهون مشكورين.. إلى التعريف بالجائزة وإيصالها إلى شرائح المجتمع وفئاته المختلفة بصورة مكثفة.. من خلال وسائل الاتصال المتنوعة وعبر كافة القنوات الإعلامية المعروفة.. وفق رؤية احترافية ومهنية ثابتة.

أما جانب التوقيت للجائزة.. فأتمنى أن يكون هناك توقيت محدد وثابت للجائزة سواء حفل إعلان الفائزين أو ما يتعلق باستلام الأعمال الفنية من المشاركين في الجائزة.. فجانب الثبات والوضوح والدقة فيما يتعلق بتوقيت تفاصيل الجائزة يسهم في رسم وترسيخ صورة وشخصية الجائزة بشكل أعمق وأعم.

ختاماً.. صادق الأماني للجائزة بالتألق الخلاّق.. وجزيل التقدير للقائمين عليها.. وكل عام و(باحة الفنون) عَلاَمة.

لإبداء الرأي حول هذا الموضوع أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«6461» ثم أرسلها إلى الكود 82244

monif@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة