Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
أقواس
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 
معلمة (ذو) خبرة تحدد ملامح الوعول!
عبدالمحسن الحقيل

 

 

لفت نظري إعلان لمعلمة تعطي الدروس الخصوصية لأبنائنا (ذلك الجيل القادم والذي ننتظر منه الكثير) الإعلان كتب على ورق لاصق وصاحبته اعتنت كثيراً بمظهره فكان لافتا للنظر وتم لصقه على جدران المحلات التجارية ورأيته كثيرا.. ونص هذا الإعلان يجبرنا أولا على الابتسام سخرية ثم على الألم.. يقول إعلانها:

(معلمة لغة عربية ذو خبرة 15 سنة - جميع المراحل).

يا أنت كيف تدعين الخبرة وأنت تستخدمين (ذو) الخاصة بالمذكر أيتها الأنثى!!

ادعاء غبي وخبرة مزعومة ولا أصول لصحة الادعاء وإن تمكنت دون شك من تمريره على كثير من الآباء الذين لا يتقنون أبجديات النحو العربي.

هذا الادعاء سلوك يطاردنا في كل محافلنا الثقافية فالمشهد الثقافي لدينا ينوء بحمل ثقيل مرهق يجهد حركة الثقافة لدينا.

كل يوم يظهر لنا ناقد يمتطي صهوة ادعائه ويحاول بغباء أن يعظم من شأنه ويقلل من قيمة علم كبير لا خلاف عليه وكل ساعة يولد مفكر جديد ويبدأ بالادعاء أولا ثم انتقاص من سبقوه بإصرار يدعو للشفقة وهذا ولك يتحدثان بطلاقة ويحسنان الادعاء والتنميق تماما كما أحسنت صاحبتنا (ذو) الخبرة تنميق إعلانها فظهر شكله مغريا ولافتا ولكنها وكما يكشف إعلانها لا تملك من الخبرة شيئا وهذا حال كثير من نقادنا ومن نحسبهم قدوة لنا فهم يستخدمون لغة استفزازية لا تحمل وعيا ولا تملك هدفا سوى الادعاء أنهم الأفضل وأن سواهم لا يحمل شيئا والمصيبة أنهم كصاحبتنا ال(ذو) يستطيعون دوما تمرير ادعائهم واتهاماتهم على كثير من متابعيهم الذين يقبلون كل ما يقرؤون دون تفكير. لمَ يحاولون دوما انتقاص سواهم وكأن علو كعبهم متعلق أولا بنقص سواهم؟! لمَ لايفكرون أنهم يمكنهم الكمال كما أنه لا يضيق عن استيعاب غيرهم؟!

والمثير هنا أنهم ينتقصون أسماء عظيمة رسخت وجودها على خارطة المشهد الثقافي ببراعة وباقتدار ومع هذا فتلك الأسماء العظيمة لا ترد عليهم بل تتركهم يمارسون عبثهم الغبي دون اكتراث ومع صمتهم الجليل وثرثرة أولئك فإن هؤلاء العظماء يكتسبون قدرا أكبر من الاحترام وقدراً أجل من التقدير في الوقت الذي لا نملك فيه إلا الشفقة على أصحاب اللسان الطويل..

هنا يظهر لنا بيت للأعشى يجسد الحال تماما كما هي ويصف المشهد ببراعة.. يقول الأعشى:

كناطح صخرة يوما ليوهنها

فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة