Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
فضاءات
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 

وجوه وزوايا
النعيمي
أحمد الدويحي

 

 

وجوه وزوايا أحمد الدويحي النعيمي ! سوف أبحث هذي المرة عن وجهي في كل الزوايا، حينما تضيّيع كل الوجوه ووجهي في زحمة الحياة، تحتشد الأسئلة في ذاتي، أبحث باكيا عن وجهي، فلا أجد الجواب بعد كل هذه السنين، كيف فقدته ؟ تجتاحني دائما مثل هذه الهواجس، حينما يترجل الأصدقاء والأحباب، وتلك إرادة الله وسنة هذه الحياة، أما أنت فسوف أناديك ( أبو أمل )، لعلك تفيق من غيبوبة صغيرة، أردت بها أن تمحتن صبر من أحبوك، ومن وجدوا وجوههم في حضورك، أدعوك في نومتك التي طالت قليلا، أنهض فما زال في الوقت متسعا لرؤية أحلام، توسدها تاريخك المليء بالنقاء والحب والوعد، صرخت ملئ صوتي، ليذهب في أروقة المستشفي التخصصي بالرياض، ليناديك حيث ترقد يا أبا الأحرار، حرر وجهي مما به من همٍ وغمامة وعجز، فيذهب صوتي بلا مجيب، إلا من صوت خافت، ملئ بالأمل والصبر والأيمان، صوت ( أم خالد ) رفيقة الدرب والمنافي وتفاصيل الحياة، حرم السياسي والناشر البحريني الصديق الأستاذ عبد الرحمن النعيمي.

حينها أراك تنبري تحدثني كالعادة، تحدثني عن الحلم والأمل والأفكار والمستقبل، أراك كما أنت، وكما عرفتك، سمرة خليجية، ودشداشة بيضاء، وشوارب بيضاء، وأسنان بيضاء، وقلب أبيض، ينبض بالحب فتجد نفسك، متورطا في محبته من اللحظة الأولى، لست أذكر المرة الأولى التي صافحت فيها وجهك، لست أعرف في أي من عواصم البلدان العربية، كانت لك منافيا وصارت أسو مما كانت عليه، لست أعرف في أي معرض كتاب، رأيتك فيه أول وهلة، تتجول بين ردهاته من بيروت إلى القاهرة إلى دمشق بين الأصدقاء والمثقفين، رأيتك مرات في حضرة حميمين، وخاطبتك بالتلفون مرات، وبقيت بعيدا حتى بعد عودة ثلاثة وثلاثين عاما من الغياب إلى الوطن، لم أستجب لفرح في صوتك، يدعوني بتلك اللكنة البحرينية المحببة، لزيارة البحرين لعلي أراك هناك، تمسح التعب والغربة والفاقة في عيون بحرينية متفائلة بغدٍ مشرق، لم أستجب لذات التعب لدعوتك، ومقاسمة الحب ومعايشة نبض الناس، وظللت بعيدا كثيرا عنك حتى اقتربت كثيرا منك هنا في الرياض، وكأنك تريد أن تقترب أنت كثيرا من وعدك !

وها أنت مرة أخرى، تتذوق هذا الغياب بوعيك، وكأنك تريد أن يظل الحلم مرتبطا بهذا الوعي، وقد جربت الغياب كثيرا في المنافي عن وطنك،عشت تفاصله جوعا وخوفا وشكا ونتاجا، وعشت في وطن من مبادئك وأفكارك وقناعاتك، عشت كثيرا وتنقلت كثيرا، وعرفت وجوها كثيرة شريرة وخيرة.

الأستاذ النعيمي الذي أعرفه محبا ونقيا ناشرا خليجيا، يعطي أبناء هذه المنطقة أولوية الحب والمساعدة في هذا العالم، الذي أصبح قرية صغيرة، فصارت دار الكنوز الأدبية منارة صغيرة، تجذبنا نحن شداة الحرف، وقد ضاقت بنا السبل، وهنا قد أكتب عنه صفحات طويلة ومضيئة، تعكس روح هذا الإنسان، وتبين روح العطاء المخبأ بين جوانحه، ولكن من الظلم جدا أن أختزل حياة هذا المناضل الكبير في سطور، تحكي تجربة روائي أو شاعر مع ناشر، حينما لا يتاح قراءة جوانب خفية وطويلة في مشواره مع الحياة السياسية، وهذا ما يراكم الحزن مرة أخرى.

وحينما لواني الحزن، عدت إلى المواقع الكترونية، لعلي أجد في قراءة ما كتب الرجل في مواقع كثيرة، وما يكتب عنه في هذه المحنة التي تفوق كل ما مر به في مشواره، ثقافيا وسياسيا ليسري همي وحزني، فلم أجد أجمل من كلمات صادقة، تعبر تعبيرا حقيقيا وصادقا عن نبض الناس، تجاه بعضها البعض ومن يدفع حياته ويرهنها لتعب هؤلاء الناس، وأعترف أني جبنت كثيرا هنا قراءة هذا الإنسان سياسيا وثقافيا، ولست أعرف إلى متى تطغى اللغة العاطفية بيننا في مثل هذه الحالات . .

كلمات بحرينية :

يا سعيد سيفك نيشان ودربك حضر ووعود

أنت الأمل يا بو أمل وليلنه وياك قمر وسعود

ربيع دربك دوم دايم وسماك مطر ورعود

وبطريجك ينبت العشب وتفوح ريحة الورد والعود

يا سعيد بعون ربي تقوم ولهل ديرتك ترد وتعود

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«5212» ثم أرسلها إلى الكود 82244

- الرياض


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة