Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
مداخلات
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 
أحكام عامة وجزافية واستقراءات بلا دليل!

 

 

طالعت مؤخرا الوقفة التي نشرها السيد أحمد الدويحي ب(الجزيرة الثقافية) المنشورة يوم الاثنين لسنة 1427العدد 182 وأود أن أتوقف عند ملاحظتين قبل الولوج في القراءة المختصرة المشار لعنوانها أعلاه.

أولاً: أثمن جهد الكاتب، وأشكر له صراحته بغض النظر عن التباين أوالاتفاق معها.

ثانياً: جميل أن يأتي الكاتب على الأشياء بما هي عليه، من ذلك إشارته لما قاله له ابنه (أدامه الله ولدا يافعا) (هذه رواية محلية جميلة لكاتب ماعمرك ذكرت اسمه)

وكونها (رواية جميلة) فهذه وجهة نظر من متلق، ولكون والده لم يذكر له اسم الكاتب يوما، فإننا نلتمس للوالد العذر بحكم عدم معرفته بالكاتب.

ثالثاً: الإشارة للرواية بأن دائرتها الأولى أي الذاتية، ما كانت إلا تمهيدا للدوائر الأخرى في مدن عربية يعني حملها هما عربيا متعددا (اجتماعي، اقتصادي، سياسي)، فإنه قول صائب ونعتز به.

ولنأتِ للقراءة وفق ما أوردها كاتبها:

أ- قال (لم يغرني عنوانها الغامض) والإغراء من عدمه مسألة شخصية تخص الكاتب وحده، أما الغموض فإن قراءة المتن كفيلة بانتفائه، وهو باختصار حين تم الزج بالعرب في سجن واحد ووجد كل منهم فرصة للحكي لتمضية الوقت، وللتخفيف من كربه التي ألمت به ببلاده وجعلته يهجر إلى الموطن المسجون به، آثر وزير داخلية ذلك البلد أن يزورهم فأقيمت له منصة استقبال، لكن عطلا كهربائيا أصابها،طلب آمر السجن من النزيل السوداني أن يصلح العطل، لكنه اعتذر بحكم عدم فهمه لتقنية الكهرباء، وأرغم المسكين على التجريب فسقط ميتا، وبذلك سال دم الأبنوس نسبة لشجرة الأبنوس السودانية، مع أن المصاب بالكهرباء عادة لا يسيل منه الدم.

ب- (قبضنا عليك بشأن سبك للنجوم في العلم الأمري) ولادري لم أخفِى بقية حرفي الاسم.. مع أنه لا ضرر ولا معضلة حتى عند المعنيين بالأمر.

ج- ويشدني اسم كاتبها أو هكذا فهمت من القراءة، ولم أفهم ما يرمي إليه هنا!!

د- هذه رواية غريبة في كل شيء والتعميم هنا شامل لكل شيء، ويفترض التحديد

لتكون الرؤية ظاهرة ومحددة. أما أن يتم إطلاق الأحكام جزافا، فانه ليس من الصواب في شيء.

ه- تفتعل الاستفزاز من خلال عرض بذيء ينتهك بحرية وببجاحة في كثير من الأحيان، عالم (التابو) وما يسمى بالمقدس المتعارف عليه لكونها مستفزة فهذه رؤيته للنص، وما عليه إلا الإتيان بما يبرر قولته..أما اتصالها ب(التابو) وبشكل مسيء، فإني لم أسىء للدين إطلاقا بل بالعكس جئت باستشهاد قرآني على لسان الوهراني عند احتدام المحاورة بين السجناء.

أما عن الجنس في الرواية فإنه جاء لتبيان حالتين:

- حالة القبح والتهكم الجنسي المستشرية لدى بعضنا لغرض التندر والتفكه اليومي دون مبرر.

- حالة الفاقة والعوز شديد الوطأة على أسر ضاقت بها الدنيا بما رحبت، مما أجبر بناتها على انتهاج مسلك الخطيئة. وغضت عنهن بعض حكوماتنا الطرف، لا بل أن بعضها - ويا للغرابة- منحتهن ترخيصا رسميا للمزاولة.

و- وكاتبنا استبدل هذا الثلاثي بثلاثي جديد استمده من تعب الناس ووجعهم، وسماه (السكن والزواج والعمل). ولا أدري كيف استقرأ الدوحي استنتاج الاستبدال الذي يعنيه ؟ ألا ترى أن هذا الثالوث، يشكل عقبة قبالة كل من يود أن يدخل معترك الحياة ؟ ثم ماذا يضير لو استمد الكاتب من واقع الناس مادته؟ وأعتقد أن هذا هو المفترض في بعض المتن على أقل تقدير. وإلا لدى أحمد الدويحي رأي آخر في المسألة؟

ناجي الشكري


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة