Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
مداخلات
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 
النوادي الأدبية: أهي قلاع لكبار الأدباء؟

 

 

منذ سنوات تمت الموافقة على إقامة النوادي الأدبية وازداد العدد وانتشرت تلك النوادي في العديد من مناطق المملكة، وهذه ظاهرة حضارية ودعوة للأنشطة الأدبية المختلفة وتطلعنا لهذه الأندية وعلقنا عليها آمالاً جساماً ومنها قيادتها ودعمها للنشاطات الأدبية المختلفة في المملكة وتشجيعها لمحبي الأدب بفروعه وفنونه، ومنذ فترة قرأت في بعض الصحف أن معالي وزير الثقافة والإعلام سعى ويسعى لتطوير تلك النوادي بتغيير رؤساء أو بعض رؤساء تلك الأندية بآخرين أملاً في التطوير والتصحيح وانتظرت وربما العديد من المواطنين انتظروا معي وطال انتظارنا ولكن يبدو أنه سيطول انتظارنا كثيراً.

وهذا القول أو الإحساس لم يأت من فراغ بل له أدلته وبراهينه ومنها:

1- اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يوم ناصع في تاريخ هذا الوطن نفرح به ويذكرنا بما كنا عليه وأصبحنا وكنت أتمنى أن تساهم الأندية الأدبية مساهمات كبيرة وفعالة ومؤثرة في هذا اليوم وللأسف لم أقرأ أو أسمع عن أي تحرك سوى بعض أعمال نادي جدة وما قدمه ليس المأمول ولكنه شيء خير من لا شيء. فماذا قدمت الأندية الأدبية للوطن والمواطن في اليوم الوطني..؟

آمل من وزارة الثقافة والإعلام التدخل السريع، إن كان السبب قلة الموارد المالية تدعم الأندية بما هو ممكن، وإن كان السبب خمول بعض المسؤولين وانشغالهم بمعايشتهم وأمور دنياهم بما أصبح عائقاً لأعمالهم في النوادي الأدبية يتم استبدالهم بمختصين فاعلين نشطين مقدرين لمسؤولياتهم وواجبات تلك النوادي وتأثيرها في الحركة الأدبية في الجزيرة العربية ودور أدبنا في أدب العالم الإسلامي والعربي خاصة فهل استشعروا هذا وسواه..؟

2- في كل سنة تتوقف المدارس وتوصد أبوابها في نهاية العام الدراسي ويعاني الشباب والفتيات من وقت فراغ كبير جداً والشباب طاقة وعطاء وأمل الأهل والوطن، ومما لا شك فيه أن منهم من لديه مواهب أو موهبة أدبية لا أعتقد أنه يوجد ما يحول دون فتح أبواب الأندية الأدبية أبوابها للشباب والفتيات للتعرف على مواهبهم ومساعدتهم لتنميتها وتطويرها لأن هؤلاء هم عدة المستقبل ومن لا توجد لديه موهبة ربما تولد موهبته في النادي نتيجة احتكاكه بزملائه في النادي وبعض الأدباء والمثقفين، وأدنى ما في الأمر أن هؤلاء الشباب والشابات يقرؤون كتاباً أو كتباً من محتويات النادي الذي ينتسبون له أو يزورونه وإن تعذر ذلك يكونون قد سلموا من الفراغ والضياع وعاشوا في بيئة أدبية ووسط سليم وجو يفوح بعطر الأدب والأدباء، فلماذا لم تتجه الأندية إلى هذه النشاطات وغيرها أم أن الأندية الأدبية في مفهوم البعض هي قلاع خاصة بكبار الأدباء فقط ووقف عليهم وبعض أساتذة الجامعات والمقربين من كليهما، هذه نظريات ومفاهيم إن وجدت خاطئة وغير مقبولة وأتمنى على وزير الثقافة والإعلام الاجتماع سنوياً مرة أو مرتين مع مسؤولي الأندية الأدبية ومحبي الأدب بفروعه المختلفة في لقاء كبير مفتوح يتم فيه المصارحة والمراجعة والتصحيح دون مجاملة البتة لأن مصلحة الأهل والوطن هي المصلحة العليا ولا تعلو عليها أي مصلحة سوى طاعة الله ورسوله ثم ولاة الأمر، ومن هذه اللقاءات يفتح الباب ويتم التطوير والتعرف على العوائق مباشرة واتخاذ القرارات السريعة لتذليلها وبهذا بعون الله سوف تتسع أبواب وأنشطة النوادي الأدبية ويزداد روادها ومحبوها ومحبو الأدب بأنواعه وفروعه ومن ثم ستأتي الثمار يانعة ومحببة للأنفس: هل أنتم فاعلون..؟

محمد سعد الرشيد


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة