Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
نصوص
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 
العيد في مكان بعيد
أنس عبدالرحمن عثمان

 

 

أوَ بعْضَ ما تُبْدِي وَما بكَ أكْثرُ

شوْقٌ يُلحُّ وأدْمُعٌ تَتَحدَّرُ

وَيلوحُ نَجْمٌ في السَّماءِ ويَخْتفي

وَيَظلُّ جَفْنُكَ والمشاعرُ تَسْهرُ

فإلامَ تَسْبَحُ في شُجُونِكَ مُطرقاً

آناءَ لَيْلٍ والنهارَ تُفَكرُ

رَحِمَ الإلهُ مِنَ الشُّهورِ خَوَالياً

ما كُنتُ أشْعُرُ إذ تَطُولُ وتَقْصُرُ

يا دَارَ أحْمدَ إنْ صًبرْتُ فمُكْرهٌ

وَهَوايَ إلا عَنْ لِقائكَ يَصْبِرُ

رَيَّاكِ أطْيبُ ما يَكُونُ مِنَ الشَّذى

وَنَداكِ أنْدَى مَا عَرفْتُ وأطْهَرُ

مَلَكَتْ فُؤادِي بالجلالةِ رَوْضةٌ

غَرَّاءُ مِنْ عُلْيا الجنانِ وَمِنْبرُ

غَنِمَ النَّعيمَ مُلازِمٌ لِنعيمِها

ومَهلِّلٌ بِفنائِها.. ومُكَبِّرُ

يا دَارَ أحْمدَ ما لَقِيتُ مِنَ الضَّنى

بعْد البِعادِ ومُهجَتى تَتَفطَّرُ

ونَدَبْتُ عِيدي يوْمَ عَادَ تَحَسُّراً

والعيدُ بَعْدَكِ والمَباهِجُ تُنْكَرُ

والعيدُ بَعْدَكِ حَالَ عنْ حَالاتِهِ

والعيدُ بَعْدَكِ يَسْتوِي والعَثْيرُ

ومَضَيْتُ دُوُنَ صَباحِهِ بِصَباحِهِ

ومَضَيتُ عِنْدَ صَبَاحِهِ أتَعَثَّرُ

وَوَجدْتُ مَا وَجَدَ الغَريبُ مِنَ الأسى

ومِنَ الوُجُومِ ومِثْلمَا يَتَحَسَّرُ

يا عِيدُ وَيْحكَ كَمْ أثرْتَ مِنَ الشَّجَى

وَمِنَ الشُّجُونِ وَكَمْ تَكَادُ تُؤَثِّرُ

أيْنَ الوُجُوهُ وأيْنَ مِنْ إشْراقِها

قَبَسٌ تَشِعُّ به الدُّنا وَتُنَوِّرُ

أيْنَ الديارُ وَقَدْ حَفَلْنَ هَوَاهُمُ

وَرَعيْتُهُ وَحَلَفْتُ لا أتَأخَّرُ

يا دَار أحْمَدَ قَدْ حَنَنْتُ ولم أزَلْ

وَبَذلْتُ لكنْ عنْ هَواكِ مُقَصِّرُ

وغَضَضْتُ طَرْفي خاشِعاً مُتَضرِّعاً

وَرَفعْتُ كفِّي والمُهّيْمنُ يَغْفِرُ

أنَا إنْ هَجَرتُ فَما هَجَرتُ تَبَرُّماً

قَدرٌ عليَّ هُوَ البَلاءُ مُقَدَّرُ

أنا مَنْ عَهِدْتِ كَمَا عَهِدْتِ وَفَاءَهُ

حُباً وقَلْباً بالمحبةِ يَزْخُرْ

وَلقَدْ شَقِيتُ بِما لَقيتُ وإنَّما

حُزْني شَفِيعي والدُّمُوعُ تُعَبِّرُ


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة