Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
تشكيل
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 

وميض
الفن العربي للخطيبي (2-2)
عبد الرحمن السليمان

 

 

يعتبر عبدالكبير الخطيبي أن ثمة فنانين عرب وآخرين تبنوا بشكل قاطع الفن الغربي من حيث هو كذلك بتشخيصيته وتجريديته من غير اهتمام بالرهان الخفي للأصل والذاكرة التي تفترضه استمرارية الحضارة في الزمن، فقد اكتسبوا المهارة والتقنية وقضايا التوقيع والسوق ورهان المعارض الدولية وهي -برأي الخطيبي- لعبة مرايا يجرب فيها كل فنان عربي حظه ويبيع أعماله.

يعود إلى البداية فيرى أن ما يميز الفن الكلاسيكي العربي الإسلامي في هندسة البيوت والقصور والجوامع هو صفاء الأشكال وعراء الجدران التي تزينها زخرفة خفيفة وفي الخط يتبدى ذلك في الصفحة التي نجد فيها كتابة من درجة ثانية تمنح للنص تموجات بين فن الخط واللون والإنشاد الصامت الذي ينبثق من الورقة ومن الفضاء بكامله ويضيف أن التوريق طريق للتجريدية أو بالأدق لترجمة العلامة إلى صورة معتبرها هندسة مرتبطة بالترقيم الجبري. يتساءل : هل يوجد لدينا فعلاً مجموعة متآلفة من الفنانين؟ فالعربي في نظره هو ذلك الذي يقدم نفسه على أنه كذلك، هناك حيث يوجد في مرسمه وفي طرف ما من أطراف المعمور مهما كان أصله الجغرافي والديني والعرقي ومهما كان بلده وأعماله نفسها. ويستعير مقولة بول فاليري عن كاميي كورو: (علينا دوماً الاعتذار عن الحديث عن التشكيل) معتذراً بالسهو أو نقص التوثيق.

يذكر زيارة دولاكروا للمغرب 1832م وأنه شد إلى النور ومشاهد الحياة اليومية والعمارة والأشياء، وأن ما يثير اهتمام بول كلي وهنري ماتيس الملامح الفنية لحضارة العلامة واستقلال اللون وقوة الزخرفة والخطاطات المعمارية والحيطان والبعد الثنائي والتوازن بين التوازي واللاتوازي أو بين المنظورات المتعددة التي تنسج الفضاء. يعود إلى ظهور التشكيل الصباغي في المشرق ويعيده إلى المعلومات التي قدمها جون كارزويل بان ذلك تم عن طريق تجار الحرير الفارسيين. الاختلاف في التطور يعيده المؤلف إلى نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين والذي كان فيه الفن الأوروبي يبتكر حداثته، الشرق كان يدخل عبر لعبة مرايا دائمة ومدواخة في التشخيص ويعود باستمرار للتجريد كان ذلك تجريداً مضطرباً يندرج بين حضارة الصورة وحضارة العلامة ويشير إلى محمود مختار ومحمود سعيد ومحمد ناجي ومحمد راسم وجواد سليم وفائق حسن وإسماعيل عضام ثم إلى مجموعة الفن والحرية 1938م.

يتحدث عن نمنمات راسم ويدخل في شيء من تحليلها مذكراً ببعض الفنانين السوريين التالين (فاتح مدرس والياس زيت ومروان) وفي السياق يعود إلى الخط العربي ويؤكد أهمية الإيراني الزندرودي 1937م الذي قام بتجذير رسم وتشكيل الحرف وتطويعه لضرورات التخطيطية وإيقاعها وللون ولهندسية اعجامية حركية، ويذكر في الماحات أسماء عدد من الفنانين الذين تناولوا الحرف العربي وتوجهاتهم فيه أو طريقة تعاملهم معه (رافع الناصري ومعه تجرد الحرف من قداسته) نجا مهداوي، ومهدي قطبي، ورشيد قريشي، وضياء العزاوي وشاكر آل حسن ومليحة أفنان. استدعاء لمعوق يلاقيه الفن العربي المعاصر(المنزع الثقافي والمنزع الشكلاني)، ويتناول تجربة أحمد الشرقاوي في محطات حياته الفنية القصيرة كنموذج استدعته أعماله (فقد منح للتشكيل العربي إشراقاً فريداً عبر حركة فنية خاصة به). يثير الخطيبي أو يفتنه ما يقال عنه فن ساذج وعفوي وأولي وشعبي.. ويشير إلى بايا 1931م، والشعيبية 1929م. ويذكر أحمد الإدريسي الذي اعتبره الأخ البصري لروثكو ثم عباس صلادي 1950- 1995م. وعن التجريد يشير إلى مجموعة الفن والحرية وظهور التوجه السريالي أو تأثيره في حين كان الفن الأوروبي تطور حثيثاً نحو أسلوب غير تشخيصي منهجي ونحو تفكيك نشط. يذكر في عرضه السريع أسماء واتجاهات عدد من الفنانين العرب (شفيق عبود، عبدالله بن عنتر، رفيق الكامل، صليبا الدويهي، محمد المليحي، فريد بلكاهية، نجية المحاجي، ادم حنين، منى السعودي، الجيلاوي الغرباوي، محمد القاسمي، وفؤاد بلامين) ويشير إلى تجربة الفيديو وعزلة الفنانين العرب في حركة العالمية فنحن في بداية هذا القرن نسعى إلى التعرف على دور الفنان في علاقته بثقافته ودينه ونقط هويته...

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«7177» ثم أرسلها إلى الكود 82244

aalsoliman@hotmail.com


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة