Culture Magazine Monday  05/11/2007 G Issue 221
الثالثة
الأثنين 25 ,شوال 1428   العدد  221
 

الغذامي والمجالس الثقافية

 

 

الثقافية - علي سعد القحطاني

مايزال الدكتور عبدالله الغذامي مصراً على موقفه تجاه الأندية الأدبية وهو لا يراهن على نجاحها ويرى أن أكبر كارثة حلت بثقافتنا هي إلغاء الانتخابات واعتماد مبدأ التعيينات في هيكلتها الإدارية وتأسف صاحب (حكاية الحداثة) على مآل الثقافة في بلادنا، واستحضر الماضي الجميل في الثمانينات من القرن الميلادي المنصرم عندما كانت الأندية الأدبية تخوض تجربة الانتخابات وقد خاضها النادي الأدبي الثقافي بجدة ثلاث مرات.

كما يصر أيضاً على تسمية (وزارة الثقافة والإعلام) باسمها القديم (وزارة الإعلام) ويرى أن الوزارة لم تحقق شيئاً للثقافة.. هذا ما جاء في حديث الدكتور الغذامي الذي استضافه مؤخراً صالون محمد المشوح الثقافي، وذكر الغذامي عطفاً على الحديث السابق قصة طريفة مفادها أن مسؤولاً كبيراً كان يعايده بالهاتف سنوياً فلما عرف موقف الدكتور الغذامي من الأندية الأدبية قاطعه ولم يعد يهنئه بالعيد وذلك منذ سنتين.

عطّر الدكتور عبدالله الغذامي أماسينا الخريفية بتلك الأمسية، وقد تكلم المحاضر كما نعهد عنه بصدقه وعفويته وأريحيته المعتادة حيث بدأ محاضرته بذكر تجربة (المجالس الثقافية) في تراثنا العربي مستحضراً الفروقات بين مترادفات تلك (المجالس) من (أندية) و(استراحات).

وقال إن (الاستراحات) تبحث عمّا يروّح النفس، أما (المجلس) فيتخذ طابعاً أكثر صرامة ورسمية في بعده الثقافي وجاءت استشهادات الغذامي في تلك الليلة من التراث والشعر وآي من القرآن الكريم، وروى أثراً عن معاوية بن أبي سفيان عندما فقد كل المتع ووجد متعته الأساسية في حديث الخلان ومصاحبة أهل العقول.

وحاول المحاضر في تلك الليلة ألا يستأثر بالحديث وأن تكون هناك مداخلة وأسئلة حتى لا يكون الحديث من جهة واحدة، وقد وفق الشاعر عبدالله الوشمي نائب رئيس النادي الأدبي بالرياض في إدارة المحاضرة واستطاع أن يزاوج الوقت بين المحاضر والمتلقين.. وتحدث المحاضر أيضاً عن (الدراما) والبعد (الفكاهي) واعتمادها بشكل أساسي على (التضخيم الكاريكاتوري) في شخوصاتها وأحداثها الفنية منوهاً بتجربة (طاش ما طاش) بالرغم من المتفقين والمناوئين لحلقاتها، وتوقف الدكتور الغذامي عند الحلقة (ليبراليون ولكن) وقال: إن ما دار في تلك الحلقة من سلوكيات ينطبق على جزء من الليبراليين وليس كلهم.. والنقد الدرامي يعتمد بشكل أساسي على المبالغة والتضخيم وهي إحدى كينوناته وعلينا أن نتقبل ذلك وهذه هي مهمة الدراما.. وبالرغم من أن المحاضرة لم تستغرق ساعتين إلا أن الدكتور عبدالله الغذامي استطاع أن يخرج من الأكاديمية وأن يتباسط في حديثه مع الجمهور ويقترب أكثر فأكثر منهم ويلغي كثيراً من الحواجز الإسمنتية التي ساهم في بنائها مناوئوه إثرالفهم المشوش.

ولم ترتكز المحاضرة على البعد الثقافي فقط وإنما حملت أبعاداً أخرى دينية وتربوية واجتماعية وإدارية أيضاً عندما أشار في حديثه إلى تجربتنا مع (الكراسي).. وأشار إلى أن اللاهثين والذين يسعون لنيل الكراسي سواء عن استحقاق أو عدم استحقاق وربما بالواسطات أيضاً كثيرون، أما الذين رفضوا تلك الكراسي فهم يعدون على الأصابع.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة