Culture Magazine Monday  19/11/2007 G Issue 223
تشكيل
الأثنين 9 ,ذو القعدة 1428   العدد  223
 

دعوة للجماعات التشكيلية
د.محمد الرصيص

 

 

أولاً: المقصود هنا بالجماعات هي الجماعات الفنية التشكيلية غير الربحية التي تكونت في المملكة العربية السعودية خلال العقدين الماضيين بجهود ذاتية من أعضائها لأهداف نبيلة تتلخص في مؤازرة بعضهم بعضاً، والمساهمة في فعاليات الفنون التشكيلية والرقي بها داخلياً وخارجياً حسب الأنظمة المتبعة. والقيام بتلك الفعاليات لا يتم دون معاناة من الأعضاء وصبر ومتابعة وأخذ ورد في المناقشات والحوارات وتبادل الأفكار بينهم، وكذلك الكثير من الاتصالات وتوزيع المسؤوليات وصرف جزء من الوقت الثمين وما تيسر من المال. وعادة تبدأ تلك الجماعات نشاطاتها بقوة وهمة عالية، ثم ما تلبث أن تبدأ بالتراجع والتقهقر لأسباب تتعلق بطبيعة إمكاناتها وقدراتها وعلاقاتها، والأهم من ذلك مدى مستوى انسجام أعضائها مع بعضهم البعض (ويمكن إلى حد كبير استثناء جماعة فناني المدينة المنورة من ذلك وهي أولى الجماعات التي تكونت عام 1981م، وكذلك الجماعات حديثة التكوين).

ثانياً: المقصود هنا بالجمعية هي الجمعية السعودية للفنون التشكيلية (جسفت)، التي تم الإعلان عن تأسيسها رسمياً بقرار من معالي وزير الثقافة والإعلام يوم الخميس24-8-1428هـ - 6-9-2007م. وقد سبق هذا الإعلان مخاض طويل من الإجراءات تكلل بالنجاح والولادة الطبيعية بمجهودات فريق من الفنانين (اللجنة التحضيرية)، وبقيادة (المايسترو) وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل. وقد توج هذا النجاح بأن أصبحت تلك الجمعية الوليدة أول جمعية مستقلة مالياً وإدارياً، ويتم انتخاب أعضاء مجلس إدارتها من الجنسين، وذلك ضمن منظومة جمعيات المجتمع المدني المتخصصة في المجالات الثقافية والفنية التي تعمل الوزارة على تأسيسها تباعاً. إنها بالفعل حلم يتحقق.. وفرحة غامرة للفنانين السعوديين.. تأتي في نهاية المطاف بعد أكثر من عقدين من الأمنيات.. والأحاديث والكتابات والمطالبات.

ثالثاً: المقصود هنا بالدعوة للانصهار هو أن تبدأ الجماعات الفنية بتقليص نشاطاتها تدريجياً، وعدم الالتزام بفعاليات أخرى مستقبلية، وفي الوقت ذاته البدء في التوجه إلى الجمعية الجديدة والانخراط في فعالياتها. وبمعنى آخر، يفترض في كل جماعة فنية أن تضع جدولاً زمنياً لحل نفسها طوعياً وليس إجبارياً من أحد، والانضمام بقوة ونشاط إلى جسفت لأنها المكان الطبيعي والمظلة الواقية لجميع الفنانين التشكيليين ذكوراً وإناثاً. أقول هذا لأن جميع أو معظم أعضاء الجماعات هم أنفسهم من الأعضاء المؤسسين لجسفت، وعدد كبير منهم حضر الاجتماع التأسيسي لها، وساهم في المناقشات والحوارات الخاصة بلائحتها التنظيمية، وشارك في ترشيحات وانتحابات أعضاء مجلس إدارتها. فهل بعد هذا كله يصح للجماعات أن تستمر في أعمالها لفترة طويلة قادمة؟ وإذا حصل ذلك فمن سيساند جسفت لتنمو وتقف على أقدامها؟ ومن سيساهم في التعريف بها؟ ومن سيقوم بتقديم فعالياتها وتطويرها؟ ومن سيدفع إلى الأمام لتحقيق أهدافها التي أسست من أجلها؟

ومع التقدير والاحترام للدور الذي قامت به الجماعات، وسد النقص في فترة سابقة للرقي بالفن التشكيلي السعودي بصفة عامة، إلا أنها مطالبة الآن وليس غداً بالتضحية من أجل الوطن، وفن الوطن، للحاق بالآخرين فكراً، وفناً، وتنظيماً، ولن يكون ذلك إلا من خلال التخلي عن تعددية الأسماء والتكتلات، والانضواء تحت لواء الجمعية السعودية للفنون التشكيلية. ودمتم بسلام.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة