Culture Magazine Monday  19/11/2007 G Issue 223
نصوص
الأثنين 9 ,ذو القعدة 1428   العدد  223
 

مظاهر (1)

كان يرتدي أفخر الثياب ويحرص على أن يتعطر بالعطور ذات الماركات العلامية وذات الروائح القوية المركزة الفواحة وتعود أن يمشي مزهواً بنفسه وكأنه لا يوجد في ذلك الشارع أو المكان أو الحي أو الكون كله إلا هو سألته والدته هل تعتقد أنك نضجت تفهم معنى الزواج والحقوق والواجبات التي لك وعليك فالزواج ليس تسلية أو متعة بل عشرة وأسرة ورجولة في أوقات الشدة وعطف وحنان. رد ولماذا يا أمي أنت مكبرة الموضوع ...>>>...

دعني وحيداً في ركام الأمسياتْ

خلف الأناشيد التي ذبلتْ

سيمرق المدى مثلي وحيداً

تائهاً في حزنهِ

مثلي غريباً في هواهْ..

ما كان ظني لا يعودُ من الصدى

إلا الصدى متهالكاً في بوحهِ

متأبطاً ظلاً مذاباً في دمي

ما كان ظني أن يبادلَ لوعتي

بلظى السرابْ..

هذا مساءٌ آخرٌ لا يختلفْ

مرُّوا كثيراً من هنا

لم يتركوا لمتيّم

عثرتْ خطاهُ الحافية

إلا تباشير النوى

تخطُّ وجنات الظلامْ..

مرُّوا قريباً من ...>>>...

تطل الشاعرة رغدة عيد على القارئ من خلال تقطيع شعري على هيئة رسائل وجدانية خاصة، تتمتع بتقشف ملحوظ في المفردة، وإشارات عميقة تحمل دلالات الإفصاح عن مكنونات الشاعرة المعبأة بهموم الحياة.. تلك التي أحالته إلى (عزف ثنائي) حمل اسم الديوان وعنوان الخط العام للنصوص التي سارت وفق هذه الثنائية التي يبرز فيها الإنسان نداً قوياً لهمومه ولواعجه.

تستهل الشاعرة ديوانها بنص يذيع أسرار العلاقة بينها وبين حيوات ...>>>...

بالله ما للعُمرِ يُدمي مُهجتي

هذا يُلاقيني وذاكَ يُودِّعُ

قلِقاً ومُحتاراً أبحتُ مدامِعي

وسكَنتُ جرحاً لا يجِفُّ فيترعُ

أمسيتُ كالغصنِ الذي بربيعهِ

كخريفهِ فوق التُّرابش يُرَعرعُ

قل لي فؤادي كيف تنبضُ هل تُرى

ما زلت في أملٍ وموتُك يُقرعُ

فاجأتني كيف المصائبُ نلتها

حتى غدوتَ لصوتها لا تسمعُ

ذنبي تبعتُكَ حين قلت هنا استوى

كلُّ العبادِ فمن لذنبي يشفع ...>>>...

لحديثه حلاوة السكر.. ولكلماته عذوبة النهر.. ولصوته هدوء النسيم..!

لكن أمي تردد - دوماً -: (الرجال ذئاب متوحشة.. احذري منهم.. هم لا يفكرون إلا بكمية اللحم الذي سيفترسون)!!

وتجاهد لبث الرعب في نفسي حد الأرق في مناماتي؛ إذ لا أحلام وردية.. بل كوابيس قانية بالدماء التي تقطر من مخالب حادة وأسنان مدببة!!

***

ومع كل صباح أدرك فيه أني سأراه عند ناصية شارعنا الضيق.. أظل أتأرجح بين ترغيب قلبي المتعلق ...>>>...

الإهداء:

إلى (ب. ش)

أركب أحصنة عرجاء أمامك

تبسم والأمعاء خواء

اكذب وتجمل بالنصر المزعوم

واجرر أثوابك مهزوم

اركض خلف حصانك

فهواء أرضي مسموم

أقسم أني لن تقتلني

مهما صدقت بظنون

رحت تنمنم فوق آمالك

ترسم ثوبا كالمعصوم

غمرتني الفرحة

يا شيطان الموت

حين سمعت

أن جندك مسحوب مهزوم

كم أخشى أن يتحجر نصر بلادي

وما زلنا نحلم بالأمطار هطول

وسمائي الحبلى بغيوم

أجلس اسمع نشرات الأخبار

في الصبح ...>>>...

وأخيراً تم الوصول بعد ساعات عانقت بها الطائرة السحب, إنه حلم قد تمسك بتلابيب الواقع لينطرح صريعاً مع الإعلان عن وصول الرحلة ومن ثم يتدحرج على سلم الطائرة, الحلم قد تحقق وها هي أضواء المدينة الحلم (اسطنبول) تكتسح ظلمة الليل وتبدد سكونه. بينما الطبيعة تنام غير عابئة بأحضان السكون.. الوقت متأخر والهواء الرطب المحمل بالرذاذ البارد يداعب الوجنتين لحظة مغادرتهم للمطار ويسكن الروح مبدداً حرارة الصيف ...>>>...

 
 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

صفحات PDF

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة