Culture Magazine Monday  19/11/2007 G Issue 223
الثالثة
الأثنين 9 ,ذو القعدة 1428   العدد  223
 
(سيف بن أعطى) في سيرة لم تكتمل

 

 

الثقافية - علي بن سعد القحطاني:

ما أن يوشك القارئ على الانتهاء من قراءة الصفحات الأخيرة لسيرة (سيف بن أعطى) للشاعر فيصل أكرم حتى يجزم أنها (سيرة ذاتية) فهي تروي من خلال شخصية (سيف بن علي بن أعطى) سيرة المؤلف نفسه ونشأته الأولى في مكة المكرمة إبان السبعينيات والثمانينيات من القرن الميلادي المنصرم، وكان المؤلف قد نشر بعض فصولها في عدد من الصحف والمجلات قبل أن تجمع للنشر في هذا الكتاب، ويحاول الشاعر فيصل أكرم أن ينفي كل التساؤلات الافتراضية التي قد يطرحها قارئ لنصوصه ويقول: تجدر الإجابة عن أسئلة افتراضية قد يطرحها قارئ محتمل للنصوص: كأن يتساءل:

- هل هذه المداخل بمثابة عمل روائي؟

- أو قصص قصيرة؟

- أو حكايات؟

- أو.. أو؟؟

والواقع أنها ليست من ذلك في شيء، إنما هي صدق (مداخل إلى الفصل الأول من سيرة سيف بن أعطى).

ويكتفي المؤلف بالقول: إن فصول كتابه ما هي إلا (صورة) كتبها بهذا الشكل كمدخل إيضاحي للفصل الأول من (سيرة سيف بن أعطى) وبعيداً عن التطفل على حياة الشاعر ونشأته الخاصة تتحدث تلك (الصورة) عن شخصية (سيف بن علي بن أعطى) الذي ولد بمكة وحصوله على الترتيب (الأول) في الصف (الأول) بالمدرسة النموذجية الابتدائية في مكة المكرمة سنة 1974م، 1394م.

تتذمر هذه الشخصية الوهمية من قساوة أبيه وصفعته الأولى التي صوّرها بسقف الغرفة قد سقط على الصغير وهو نائم، يده ثقيلة جداً تلقاها الطفل الصغير على خدّه حينما كان يسرف في اللعب، طيلة الليل وكان يعبث بآلة (الختم الرسمي) الخاص بأبيه ويطبعها على أوراق رسمية وتصور السيرة أيضاً حنين والدته (خديجة) وعلوقها به كما تحكي ضياع الفتى حينما كان يعبث بألعابه في رمال عرفات خارج المخيم في موسم الحج، كما يتذكر (سيف) الأحداث الإجرامية التي وقعت في الحرم المكي الشريف سنة 1400ه حينما أغلقت المدارس أبوابها، واعتكف الناس في بيوتهم وبما أن بيت (سيف) لا يبعد كثيراً عن المسجد الحرام، فقد كانت مناظر المعركة والنيران ودماء الضحايا من المصلين الأبرياء والجنود المدافعين عن بيت الله لا تنسى أبداً مهما امتد ب(سيف) العمر، دام هذا الحدث أسبوعين تقريباً، وانتهى بالقبض على العصابة المسلحة التي عرفت باسم (عصابة جهيمان) نسبة إلى زعيمها جهيمان، في العام نفسه 1400ه نجح سيف في المرحلة الابتدائية (المنتهية بالصف السادس) وحقق -كعادته- الترتيب الأول، ليس على مدرسته فقط.. بل على مستوى مدارس مكة المكرمة جميعها.. ويحكي الكتاب المغادرة الأولى ل(سيف) إلى دمشق والقاهرة وما تعرض له صديقه (فهد) في القاهرة مع خطيبته (دعاء) المثقفة من مواقف محرجة تنبئ عن شخصيته الجاهلة حينما كان يصف العقاد بأنه كان ضريراً وأعمى! وأردف المؤلف في نهاية كتابه نصوصا مختارة من إبداعه الشعري.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة